موت الضان في حضرة الزيارات المكوكية

• موت الضان في حضرة الزيارات المكوكية …!
• بينما يجتهد بعض الساسة في حجز مقاعدهم في نشرات الأخبار عبر زيارات مكوكية واستعراضات جوية، ويُتحفنا رئيس الحكومة بحوارات تلفزيونية لا تغني ولا تسمن من جوع.
• يواجه المواطن السوداني موتاً بطيئاً يشبه موت الضان بفعل حمى الضنك والإسهالات.
• تجولت في بعض المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة، فلم أجد غير رائحة الدربات والحقن، وأنين المرضى الممتد بين جدران مكتظة، ومعاناة تُضاف إليها حلقات الاستغلال، المريض هنا لا يملك رفاهية انتظار إصلاحات أو خطابات رنانة؛ حياته معلقة على قنينة محلول أو حقنة إسعاف، يدفع ثمنها بعرق جبينه و كرامته.
•المفارقة الموجعة أن دولة كاملة تعجز عن توفير مبيد للبعوض، لكنها لا تبخل على نفسها بمواكب السيارات، وزيارات الفلاشات، واستقبال شخصيات شبابية منبوذة ما بين مشهد السلطة المترف ومشهد المواطن المسحوق تتضح معادلة مختلة: الأول يتحرك باسطول ثمنه ملايين الدولارات والثاني يئن بلغة الصمت والخذلان.
• وحتى وزير الصحة، صاحب الاختصاص، لم يظهر بعد بقرارات أو تحركات جدية لمواجهة الكارثة بدلاً عن ذلك، ينشغل بالاحتفال مع موظفيه وحاشيته بتصعيده وزيراً، وكأن الأرواح التي تتساقط في المستشفيات مجرد أرقام لا تستحق أن تعكر مزاج الاحتفال.
العدل أساس الملك
✍️ بشير يعقوب

Exit mobile version