الإدارات الأهلية التي دعمت حميدتي بكردفان الكبرى وإقليم دارفور. وزجت بفلذات أكباد قبائلها في أتون محرقة مجهولة المصير. بعد أن سممت عقول هؤلاء الشباب بخطاب عنصري وجهوي بغيض تجاه ما يسمى بدولة (٥٦)، ومجتمع الجلابة، وولايتي: الشمالية ونهر النيل، وقبائل الدناقلة والشايقية والجعليين، وعموم دار صباح. والنتيجة كوارث ومآسي يندي لها جبين الإنسانية. ما من موبقة لم يفكر فيها إبليس حتى الآن، أو لاحقًا إلا فعلتها تلك المرتزقة في هذه الديار المغضوب عليها من تلك الإدارات العميلة. ونسيت تلك الإدارات عدالة السماء، وبأن الله (يمهل ولا يهمل). الآن انقلب السحر على الساحر. لتنتهي القضية التي حملوا من أجلها السلاح إلى قتال قبلي مرير بينهم. تصور مجموعة قبلية تهاجم مجموعة قبلية أخرى رافضة للقتال تحت إمرة حميدتي. لتنتهلك أعراض أمهات ونساء وبنات تلك المجموعة الرافضة وتصور ملابس المغتصبات الداخلية ويتم نشر ذلك بالميديا. بربكم أي حقد كامن بين هؤلاء القوم؟. وهل هناك إنحطاط قيمي وإخلاقي أدنى من ذلك وصلت إليه البشرية، أو ربما تصل إليه في المستقبل؟… ما أظن. عليه الكُرة الآن في ملعب تلك الإدارات العملية التي قبضت ثمن بيع السودان لمشيخة أبو ظبي. لقد وقع ما حذرنا منه بالضبط. بكل تأكيد الآن الحريق أكبر من المتوقع. وحالة من التوهان تعيشها تلك الإدارات. ونجزم بأن مقدراتها لكبح جماح ذلك المارد الأهوج صفرية. وخلاصة الأمر رسالتنا لتلك الإدارات بأن براقش قد جنت على نفسها. ولم تستجب وقتها لهداية الهداي، ونصيحة الناصح، فكانت مشهاب شر. وأخيرًا على الباغي دارة الدوائر، وليت واقع المرتزقة اليوم يكون عظة وعبرة لمَنْ تحدثه نفسه لاحقًا بمثل تلك الأفكار الجنونية.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٥/٩/١
