رأي ومقالات

مهما طالت المعركة، فالجيش منتصر بسبب الفارق المتزايد في القوة لصالحه

المليشيا خسرت الحرب منذ أن تمكن الجيش من الإنتقال من الدفاع إلى الهجوم.
مع ازدياد ضعفها وفقدانها للقدرة على الهجوم وإجبار الجيش على الدفاع أصبح الجيش في وضع يمكنه من الإعداد للمعركة بالطريقة التي تناسبه بدون أي ضغط يذكر من المليشيا، وحتى حينما خسر معارك في محوري الخوي والدبيبات كان لديه الوقت الكافي لإعادة ترتيب الصفوف ومراجعة الخطط ثم الانطلاق من جديد، وذلك بسبب الفارق الكبير في القوة لصالح الجيش، بحيث لم تتمكن المليشيا من الاستفادة من تعثر متحرك الصياد والإنتقال إلى مهاجمة الجيش وإجباره على الدفاع.

المعركة الآن أشبه بلعبة شطرنج فيها طرف متفوق من حيث عدد القطع وتنوعها بينما يعاني الطرف الآخر من نقص كمي ونوعي في القطع. الطرف الأقوى هنا هو الدولة بجيشها النظامي المحترف والقوات المساندة المتنوعة والأسلحة وأهمها سلاح الطيران، بينما تعاني المليشيا من ضعف متأصل أدى ابتداء لخسارتها معارك العاصمة والوسط وكنتيجة لهذه الخسارة أصبحت في وضع أضعف.

في أي رقعة شطرنج الطرف الذي يملك القطع الأكثر والأقوى هو الذي يكسب في النهاية وخصوصا إذا كان متمرسا فهزيمته تصبح شبه مستحيلة. حاليا الجيش متفوق في القوة العسكرية وفي الاستراتيجية والخطط الحربية، والمليشيا خسرت الكثير من القطع ومن المساحة وأصبحت محشورة في مساحة تضيق باستمرار.

صحيح قد تصمد، وقد تلحق بالجيش بعض الخسائر، ولكنها ستخسر هي أيضا بشكل لا تستطيع أن تصمد معه. الجيش يمكن أن يخسر معركة واثنين وثلاثة ثم يعيد ترتيب قواته ويهاجم من جديد ولكن المليشيا لا تملك هذه الرفاهية، أي خسارة تتلقاها المليشيا الآن تكون أشبه بخسارة قطعة مهمة في نهايات لعبة الشطرنج؛ تفقد مساحة للتحرك وكذلك تفقد القدرة على الدفاع، بينما يكسب الجيش مساحة جديدة للتحرك بحرية وخيارات أوسع في الهجوم بما في ذلك عمل “كش ملك” وإنهاء اللعبة.

ولكن مهما طالت المعركة، فالجيش منتصر بسبب الفارق المتزايد في القوة لصالحه، فهو على العكس من المليشيا يستفيد من القوة ولا يهدر الفرص، فهو مثل لاعب شطرنج بارع إذا تقدم عليك بقطعة واحدة يمكن أن يهزمك، وهو متقدم على المليشيا بالكثير من القطع.
حليم عباس
حليم عباس