مصطفى أبو العزائم

منهجّية الفشل وعبقرية التفاوض!


[JUSTIFY]
منهجّية الفشل وعبقرية التفاوض!

هل سألنا أنفسنا لماذا يصطدم دائماً وفدا التفاوض بصخرة الفشل التي تسد عليهما أفق التواصل، وتقطع عليهما الطريق، وتمنع وصولهما لاتفاق؟

قطعاً سيسأل كل وفد نفسه، ويجيب على السؤال بما يتوافق مع رؤيته، ويحّمل الطرف الآخر مسؤولية الفشل الذي أصبح للأسف منهجاً معتمداً للتفاوض، فكل طرف يتهم الآخر بالتشدد، لأنه يحمل أفكاراً لا تقبل النقاش، ولا يريد أن يتزحزح عنها، ويأتي لمائدة المفاوضات بخيال محدد الاطار، دون اللجوء إلى (أفكار جديدة)، ولا نريد أن نقول (تنازلات) يمكن أن تقّرب المواقف، ولكن إذا وضع كل وفد نفسه مكان الآخر، وجعل يفكر كأنما هو الآخر، أي يعكس الافتراضات والأمنيات فربما- ربما- تمكن كل طرف من الاقتراب نحو حدود تفكير الآخر، من حيث تعريف المشكلة وتوصيفها بعد ممارسة العصف الذهني المتصل، والذي يتطلب إشراك الآخرين في الحوار.

صحيح إن القضية الآن هي قضية المنطقتين، وإن إشراك مواطني «النيل الأزرق» و «جنوب كردفان» فيه تقدير خاص لما يمكن أن يتم التوافق عليه من أجلهم، فأهل مكة أدرى بشعابها، وهم الأحرص على مصالحهم، بعيداً عن المكاسب السياسية التي ينتظرها من يزعمون أنهم يفاوضون بإسمهم.. لكن ذلك يعني في ذات الوقت ضرورة إشراك القوى السياسية الأخرى في التفاوض ضمن الوفد الحكومي الرسمي، لأن الوفد لا يمثل الحكومة وحدها، بل يمثل الدولة، أو هكذا يجب أن يكون.

عبقرية التفاوض لن تكون، في حشد العقول الذكية لتمسك بالملفات، بل تنبع من إشراك الآخرين الذين ربما قدموا رؤية جديدة تقبلها عقول المفاوضين على إعتبار أن الحل سيكون حتماً نتيجة اجتهادات مستمرة لعقول مهيأة لذلك.

عبقرية التفاوض تعني الابداع، الذي هو وصول لنتائج مرضية لكل الشعب السوداني، لا لطرف واحد أو للطرفين المتفاوضين دون سواهما من القوى السياسية الأخرى.

صحيح إن التفكير المنطقي يقول بضرورة التوجه نحو الأهداف، لكن (الإبداع) سيكون صعباً في ظل هذا النوع من التفكير، إذ أن الاستنتاج سيكون ضمناً في المقدمات المنطقية.. الابداع دائماً هو خروج عن المألوف.. وعما هو متوقع. لذلك علينا الاّ نفقد الأمل، رغم التشدد و(قوة الراس) التي نراها لدى «عرمان» والذين معه.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]