مصطفى أبو العزائم

السودان بين الأسْلَمة والعولمة..


[JUSTIFY]
السودان بين الأسْلَمة والعولمة..

حددت الولايات المتحدة الأمريكية هدفاً في القارة الأفريقية لن تتراجع عنه حتى يتحقق، وهو الإطاحة بالنظام الحاكم في السودان، لذلك تجدّد العقوبات على السودان كل عام، وتستغل نفوذها وقوتها القاهرة في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بجنيف والتي لا تدفع ببلادنا خطوة واحدة في طريق الاعتراف بتحسن أوضاع حقوق الإنسان، وتجعل من تلك الاجتماعات جلسات أقرب للمحاكمة والإدانة ليظل السودان مشغولاً بالدفاع عن نفسه أمام الظلم العالمي.

وتأكيداً لما ذهبنا إليه صدور ذلك (البيان المعيب) من وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس الأول من أمس، شكك في نتائج الانتخابات العامة الماضية في (2010م)، وهذه قطعاً مقدمة للطعن في الانتخابات القادمة قبل أن تبدأ، رغم الإشادة الأمريكية من قبل بنتائج الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، والناشيء أصلاً على أرضية تلك الانتخابات.

تقرير الخارجية الأمريكية أدان أداء وسلوك وممارسة الشرطة السودانية لمهامها، كما أدان السجون ومراكز الاعتقال والاحتجاز، دون أن يلتفت التقرير الأمريكي لشهادة الخبير المستقل لحقوق الإنسان في السودان.

التقرير الأمريكي أشار إلى عنف وتمييز يمارسان ضد المرأة السودانية، رغم أن الواقع والحقائق يكذبان ما ورد في التقرير إلا أن السطوة الأمريكية تبدو أبلغ من كل لسان، حيث تلفق تلك الإدعاءات وهي تعلم بزيفها، وتروّج لها حتى يصدقها العالم، ليبرر لها تدخلاتها المباشرة (المحتملة) في السودان.

وزارة الخارجية السودانية أصدرت تقريراً يرد على الإفك الأمريكي، ولكن هيهات، فـ(صوت القصير ما بنسمع) أو كما نقول في أمثلتنا، لذلك نرى أن الحملة الأمريكية الجائرة يجب أن تقابل بحملة مضادة من خلال المكاتب والملحقيات الإعلامية في سفارات السودان بالخارج، وذلك بالاتصال بالوسائط الإعلامية كافة واتهام الولايات المتحدة بإشانة سمعة السودان دون دليل، بهدف التمهيد لتجديد العقوبات على السودان، والاستمرار في وضعه على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وما حديث سفينة الأسلحة الإيرانية وضبطها في مياه البحر الأحمر من قبل السلطات الإسرائيلية ببعيد.

الرسالة الأمريكية (المغلفة) والمفتوحة التي بعثت بها «واشنطن» إلى النظام السوداني، واضحة، فإما اتباع خطوات الشيطان الأكبر والسير في دروب العولمة لنيل الرضا الأمريكي والصهيوني بما يرفع كل ضيق وأزمة وحصار، أو التمسك براية الإسلام وتحمُّل نتائج ذلك.

ولأن الجمل الأمريكي لا يرى (عوجة رقبتو) فإن سجوناً مثل «غوانتنامو» و«بوغريب» و«باغرام» لا تعتبر تعدٍياً على حقوق الإنسان، ولا سجل الاعتداءات الأمريكية على الشعوب الآمنة، في فيتنام والعراق وما يجري في سوريا الآن وما جرته سياسة خلق الفوضى الخلاقة على العالم، وما يحدث في أفريقيا الآن من (حرب مقدسة) ضد الإسلام كل ذلك لا يعتبر جريمة، بل هو عملية تصحيح أوضاع مختلة!!

الهدف إزالة النظام في السودان ومحوه عن الوجود في سبيل تحقيق الهدف الأكبر، وهو الحفاظ على سلامة وأمن إسرائيل.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]