وزراء حكومة دكتور كامل ادريس

مما يعجِبني في وزراء حكومة دكتور كامل ادريس انضباطهم في حدود اختصاصهم ، وهذه ميزة الوزراء التكنوقراط الذين يركزون جهدهم وطاقاتهم في ملفاتهم ، وهذا هو المطلوب..
وهذا في حد ذاته دور مهم في المعركة ، لأن تطبيع الحياة وتدوير عجلة التنمية وتحريك مؤسسات الحكم أمر حيوي وفعال وضروري..
ليس مطلوباً منهم الخروج للتعبئة والنفير أو ارتداء لآمة الحرب ، ولا حمل السلاح أو الحديث عن العمليات العسكرية ، فهذا ليس تخصصهم وان ارادوا ذلك لا يمكنهم ، فهناك مؤسسات لديها الدراية والخبرة والقدرة وإنما المطلوب منهم العمل على تحصين الجبهة الداخلية بالانخراط في العملية الانتاجية ..
ومع ذلك نبدي ثلاث ملاحظات ، واولهما: ضرورة توسيع دائرة التشاور مع المحيط الاداري والعلمي والمؤسسات المتخصصة ، ومع اصحاب المصلحة ، لاعطاء القرارات الوزن والقوة والسند ، وتوفير بيئة أفضل للتنفيذ..
وثانيهما: الانفتاح على المجتمع ، ونخبته ، من خلال السرد المتخصص والكتابات ، وهذه قضية مهمة ، لماذا لا يكتب الوزراء مقالات عن مجالات تخصصهم وسياساتهم ؟ إذا كان وزير الثروة الحيوانية لديه مشروع ما ، يمكن تحرير مقال مفعم بالمعلومات والخيارات ، وهكذا يوسع النقاش ويوفر تدفق معلومات بدلاً عن الاختصار على تسريبات مليئة بالمدح والثناء..
وثالثهما: ضرورة الاطمئنان إلى أن المؤسسات على نزاهة المهمة واستقامة الاداء ، فلا تنحرف إلى جهة أو توظف لما لا ينبغي أو تخترق من عميل ، وكثيراً ما نسمع عن مليشي يناهض دولتنا وشعبنا ويتمتع بكامل امتيازاته ومخصصاته ، هذا لا يمكن تبريره بعد أكثر من سنتين على الحرب..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
2 نوفمبر 2025م..





