قناة الجزيرة … من يختار الضيوف ولماذا … ؟

قناة الجزيرة … من يختار الضيوف ولماذا … ؟
• تلعب القنوات الإعلامية دوراً محورياً في تشكيل الوعي العام تجاه الحرب في السودان، وفي مقدمتها قناة الجزيرة التي أصبح أداؤها يثير تساؤلات مشروعة حول نمط تغطيتها.
• فالقناة تعتمد على استضافة وجوه محددة تتبنى سردية واحدة، بينما تقدم الشخصيات الوطنية المؤيدة للدولة في كثير من الأحيان بأداء غير مكتمل أو ضعيف، ما يجعل ظهورهم غير قادر على مواجهة الخطاب المحترف الذي يقدمه الطرف الآخر.
• وقد لوحظ إبعاد أصوات قوية تمتلك معرفة رصينة وقدرة على التفكيك والتحليل، مثل الأستاذ هشام أحمد شمس الدين، وهو نموذج لشخصيات كان يمكن أن توازن الطاولة لو أُتيحت لها المساحة الكافية.
• اللافت أيضاً أن أي ضيف ينجح في تفنيد الروايات المغلوطة بطريقة مهنية وقوية لا يستضاف مرة اخرى وهو ما يعزز الانطباع بأن هناك خللاً في ميزان الخطاب وتحييز يعيد ترسيخ نفس الرواية دون منح مساحة متكافئة للرأي الآخر.
• لقاء الحاج آدم كان مثالاً واضحاً على خطورة الدفع بوجوه غير جاهزة للظهور الإعلامي في لحظات حرجة، فبدلاً من أن يعزز الموقف الوطني، تحول حضوره الضعيف إلى عبء سياسي، وسهل على المحاور تمرير رؤيته دون مقاومة حقيقية.
• المعركة اليوم لم تعد ميدانية فقط؛ بل أصبحت إعلامية بامتياز، على الشاشات تبنى الانطباعات، وتصاغ الروايات، وتوجه بوصلة الرأي العام، ولذلك فإن تجاهل الخلل الإعلامي وعدم معالجته هو مخاطرة تفتح الباب أمام خصوم السودان للتأثير على الوعي الجمعي.
• ومع أنني لا أؤيد إقصاء أي فصيلإسلاميين أو غيرهم إلا أن الدفع بشخصيات غير مستعدة أو ضعيفة الحجة ينسف جهود الوطنيين، ويجعلهم فريسة سهلة لمذيعين محترفين مثل أحمد طه القادر على استغلال أي ثغرة لصالح الدرهم الاماراتي.
• ولذلك نتمنى أن يدرك كل من يستدعى إلى منصات إعلامية كبرى حجم المسؤولية، ومن لا يمتلك الحجة أو الجاهزية المهنية، فاعتذاره عن الظهور سيكون خدمة للوطن لا تقليلاً من شأنه.
✍️ بشير يعقوب






