الدعم السريع يعلن هدنة من طرف واحد. وينتظر هو وداعميه (وبعض الحمقى) (..)

الدعم السريع يعلن هدنة من طرف واحد. وينتظر هو وداعميه (وبعض الحمقى) من الحكومة السودانية اتخاذ موقف مشابه.

لا يمكن للحكومة السودانية أن تنجر وراء هذه الخطوة، ببساطة لأن الهدنة يجب أن تتم حسب شروط معينة تشترطها الحكومة ويجب توفرها، وما لم تتوفر فلن تنجر الحكومة إلى هدنة بمقاييس الجنجويد وحلفاءهم لمجرد شعور بأنهم أخجلوها بهذه المبادرة.

هذه ليست مجاملات اجتماعية تدار بمعايير الخجل والإحراج. هناك مطلوبات عسكرية يجب أن تتوفر في اي هدنة. وهذه المطلوبات تقررها الحكومة وفقا لأهدافها المشروعة من الحرب أساسا ووفقا للمعطيات على الأرض. الدخول بالهدنة يرتبط بتوفر هذه المطلوبات لا بالشعور بالابتزاز أو الإحراج.

وإذا كانت المليشيا تريد تجميل وجهها وإثبات أنها قوات منضبطة بعد الفظائع التي شهدها العالم وبعد الاتهامات الصريحة من وزير الخارجية الأمريكي للدعم السريع بأنهم لا يلتزمون بأي هدنة ولا يسيطرون على قواتهم، فهذا شأن يخص المليشيا وحدها، ولن يكون على حساب الجيش باي حال من الأحول.

المتوقع من الحكومة السودانية هو أن تدفع للأمام، أن تضع كامل شروطها للهدنة وتطالب الوسطاء بالقيام بدورهم في إلزام المليشيا بهذه الشروط كاملة، وإلا فالدولة مستمرة في القيام بواجبها في الدفاع عن أرضها وشعبها ومحاربة العدوان المدعوم من الخارج وفقا لخططها الموضوعة والمؤقتة بمواقيت زمنية معينة.

حليم عباس

Exit mobile version