أزمة المواصلات.. هل هي عقوبة
صعوبات كبيرة تواجه المواطنين هذه الأيام في الحصول على مواصلات داخلية خاصة في بعض خطوط مناطق أم درمان، من وإلى المواقف الجديدة نفسها مثل موقف شروني..
تراجع استهلاك الوقود بعد رفع الدعم بحسب دراسة يتم الترويج لها في الصحف هذه الأيام أنه كان بسبب وقف تهريب الوقود إلى دول الجوار ولكن بحسب واقع الحال الذي يغنينا عن تلك الدراسات أن هذا التراجع في الاستهلاك من أسبابه أن (الجماعة قرشوا حافلاتهم) ولا تهريب ولاهم يحزنون..
ولو لم يصدق الوالي حديثنا فليجرب ويفعل ولو لمرة واحدة في حياته ما يفعله القادة الأوروبيون في المعتاد.. ينزل الوالي من سيارته (الليكزز) ويتخلص من الحراسة ويقف في موقف شروني بعد التاسعة مساء أو العكس بأن يقف في آخر محطة الشنقيطي أو محطة صابرين ويجرب أن يعود للخرطوم..
لن يصيبك مكروه ياسيدي الوالي لأنه لا أحد سيتخيل أنك أنت الذي تقف (ملطوعا) معه في الموقف هو والي ولاية الخرطوم.. وهذه تشكل لك الحماية اللازمة..
جربوا (التلتلة) بغرض التأكد والتفقد ولو مرة واحدة في الشهر أو في العمر ستكتشفون الكثير والمثير..
ودعكم من المسؤولين الكبار الذين لن يستجيبوا لطلبي هذا ولو (كسرت رقبتي) ولكن حتى الصحفيين أنفسهم على مستوى القيادات أتمنى أن ينتبهوا لخطورة البرج العاجي لأنهم لم يعودوا يهتمون بهذه القضايا ويعطونها حقها.. حقيقة لا يشعرون بها كما ينبغي و(كتر خير)بعض الصحفيين الصغار الذين يعايشون الواقع بامتياز وأولئك الذين يعرفون كيف ينتمون لقضايا المجتمع الحقيقية جربوها أو لم يجربوها..
أزمة المواصلات الحالية جزء منها يعود لاستئناف إيصالات الحافلات الصغيرة الملاكي (الهايس والقريس) كانت الولاية قد أوقفت هذه الإيصالات التي يسمونها مخالفات ولا يسمونها باسمها الحقيقي أنها جبايات و(نقاطة) يومية للمرور وبالتالي للولاية لأن النسبة الأكبر من إيرادات المخالفات المرورية تذهب لخزانة الخضر..
ببساطة عادت الإيصالات مرة أخرى فـ(قرشوا) الحافلات..!!
قلت لأحدهم أشعر أن والي الخرطوم لم يعد يهتم بموضوع المواصلات وكأنه يريد أن يعاقب المواطنين على ما قام به البعض من حرق لبصات الوالي حسب الاسم الشائع لها الذي هو سبب من أسباب استهدافها تحديدا بوساطة هؤلاء الذين قاموا بحرقها.. طبعا نستنكر عملية الحرق والتخريب جدا وندينها ونشجبها ولكن لاتزر وازرة وزر أخرى..
والآن لا نريد أن نضغط على الوالي ونطالبه بزيادة أو تعويض البصات المحروقة (بكرة) مثلا لأنه لن يفعل بل ربما لا يستطيع..ولكن نطالبه وبشدة أن يصدر قرارا بوقف مضايقات الطريق بنقاط المخالفات أوجبايات حافلات الملاكي التي تساعد في حل مشكلة المواصلات وفي نفس الوقت يسترزق بها سائق وأسرته ومالك وأسرته وكمساري وأسرته أيضا..
لاحظ أن كل حافلة صغيرة تعيش ثلاث أسر ألا يحقق هذا هدفا من أهداف أولياء أمر المسلمين في السودان..
في هذه الظروف الاستثنائية لو قرر صاحب (عجلة) أن يردف مواطنا مقابل رسوم ركوب بالرضا المتبادل بينهما فلا داعيأن تمنعه الحكومة وتقطع رزقه أو يتجرأ أحدهم و(يقطعو إيصال)..
والله الحكومة فعلا أصبحت متوحشة جدا على مستوى الرسوم والجبايات والجمارك وهذا النوع من الإيرادات ونصحني أحدهم وأنا أفكر في زيارة السودان الشهر القادم قائلا (تعال بس أوعك تجي شايل ماوس معاك الناس ديل بقوا صعبين في الجمارك)..!!
سيدي والي الخرطوم أزمة المواصلات يمكن حلها بقرار سريع وبتوقيع قلمكم الأخضر صباح اليوم يوقف إيصالات الهايس ولو مؤقتا فأنا أفهم أن الطلب صعب شوية عليكم لكن تحملونا شوية فنحن المواطنون ياسعادتك..!!
[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي