رأي ومقالات

بينما يفقد المذيع المهنية وتتحول الشاشة إلى منبر للإساءة… الجزيرة مباشر نموذجاً

🛑حينما يفقد المذيع المهنية وتتحول الشاشة إلى منبر للإساءة… الجزيرة مباشر نموذجاً
⭕لم يعد خافياً على أحد أن مساحة معتبرة من برامج الجزيرة مباشر تُستغل أحياناً لتمرير خطاب عدائي أو غير منصف تجاه السودان ومؤسساته ، وعلى رأسها الجيش السوداني؛ ذلك الجيش الذي يتجاوز عمره قرناً كاملاً، وتستند عليه الدولة السودانية بوصفه إحدى أقدم المؤسسات النظامية في أفريقيا والعالم العربي، وأكثرها خبرة وصلابة في مواجهة التحديات.
⭕في الحلقة التي بثتها القناة مؤخراً، والتي شاهد كثير من السودانيين جزءاً منها بدهشة واستياء، أفسح المذيع أحمد طه المجال لطرح اتهامات وإساءات صريحة ضد الجيش السوداني، وذلك عبر ضيفين هما عبدالخالق عبدالله مستشار دويلة الإمارات والامين السياسي لحزب المؤتمر السوداني. لم يكن النقاش موضوعياً، ولا منضبطاً بضوابط المهنية، بل تحول إلى مساحة مفتوحة للتهكم والتجريح في مؤسسة تمثل عمق الدولة السودانية وعمودها الفقري.

⭕والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا السودان وحده؟ هل يستطيع هذا المذيع أو غيره من العاملين في القناة أن يسمحوا لضيف بالإساءة إلى الجيش السعودي أو الحكومة الكويتية أو المصرية بالطريقة ذاتها ؟
هل رأينا الجرأة نفسها حين يتعلق الأمر بدولٍ تحتفظ الجزيرة بحسابات سياسية أو إعلامية معها ؟
أم أن هذه “الجرأة الانتقائية” تُستخدم فقط عندما يكون الهدف هو السودان، الذي يبدو للأسف وكأنه الساحة الأسهل لدى بعض الإعلاميين؟

⭕الي المذيع الغير مهني أحمد طه، والذي جعل من حرب السودان مسلسل كوميدي، يستهتر بها كل مساء، ليس من حق أحد أن يطالب بإيقاف النقد، ولا أن يُجمَّل الواقع السوداني أو يُعطَّل حق الناس في التعبير، لكن النقد شيء، ومحاولات التشويه شيء آخر.
⭕المهنية تقتضي احترام مؤسسات الدول، وتقديم نقد موضوعي دون السقوط في التحقير أو الاستهداف المباشر، كما تقتضي من المذيع ضبط نقاش الضيوف، لا دفعه في اتجاه واحد يخدم انطباعاً معيناً.

⭕ما جرى في تلك الحلقة لم يكن نقاشاً، بل كان منبراً مفتوحاً للاتهامات، بينما كان المذيع يتعامل ببرود، وكأن الإساءة إلى الجيش السوداني أمر مسموح وعادي ولا يستوجب التوقف أو التحفّظ.

⭕أين إدارة القناة؟ وأين الحكومة السودانية؟، من حق السودان أن يُعامل بالقدر نفسه من الاحترام الذي تُعامَل به أي دولة عربية أخرى، ومن واجب وزارة الإعلام السودانية ولجانها المختصة أن تخاطب إدارة القناة بوضوح، وتطالب بضمان الحد الأدنى من المهنية والتوازن، وأن ترفض أي تناول مسيء أو منحاز يسيء إلى الجيش أو الدولة أو الشعب السوداني.
⭕السودان ليست دولة هامشية، وجيشه ليس جسداً بلا تاريخ، هو مؤسسة عريقة مقدّرة، دفعت من دمها وتاريخها ما يكفي ليُحترم اسمها في كل منبر إعلامي، أياً كانت توجهات ذلك المنبر.

⭕ما نراه في قناة الجزيرة مباشر وما يقدمه المذيع احمد طه هو ابتذال واستخفاف بدولة وشعب كامل، ويجب ايقافه عند حده.
غاندي إبراهيم
✒️غاندي إبراهيم.