إستجداء الخارج

من بؤس و قلة حياء المعارضة السودانية و جماعة قحت أنهم يستجدون الخارج بصورة فجة و ساذجة ليتولى عنهم معاركهم . تجلى ذلك في تعليق القيادية في المؤتمر السوداني حنان حسن على قرار الولايات المتحدة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابيةً و لما لم تجد أن السودان مشمول بالدول المعنية بالتصنيف وجهت نصحها لأمريكا بقولها (كرتي أخطر)، و كأنما حازت من العلم ما لم تنله الولايات المتحدة.

تعمل الولايات المتحدة على دراسة قرارها حول الإخوان المسلمين و نظرت إليه بإعتباره مشكلة تخص بلدهم إذ كان واضحا أن القرار نظر إلي الداخل عندما نص علي إعتبارها جماعة (أجنبية).

حتي عندما أرادوا حماية بلادهم من الإخوان في الخارج حددوا مصر و لبنان و الأردن .

صمود و من معها أعجز من أن تعمل و تحقق أهدافها من داخل وطنها و لذلك يلجأون للاحتماء بالخارج و يطمعون عبره الوصول إلى مواقع السلطة و الحكم ،

المعارضة تعلم يقينا أن الاخوان المسلمين في السودان لم تسجل عليهم أعمال إرهابية و لم يحملوا سلاحا إلا لنصرة شعبهم كما يحدث من حربهم بجانب الجيش ضد الدعم السريع .

صمود و أنصارها يعلمون أن موالاتهم للتمرد أفقدتهم الكثير و لن تكون لهم القدرة علي العمل وسط الشعب السوداني .

الموقف من الإخوان يشتد من قبلهم لارتباطه بدول يستفيدون منها و من حربها مع التمرد .

الإنتهازية هذه لن تمكن المعارضة من هزيمة الإخوان و إبعادهم عن ساحة الفعل السياسي .

يفوت علي القوي الإنتهازية السودانية إدراك أن تبني أمريكا و مبعوثيها لموقف ضد الإسلاميين أو ضد القوات المسلحة لن يوصل لما يريدون .

أمريكا و مبعوثيها يأتون إلي السودان وفق تصورات مسبقة يحددون بها مشروعاتهم و مطالبهم في جهود السلام و التفاوض و هي مواقف يتعذر القبول بها لأنها ضد مصالح الشعب السوداني.

الموقف الأمريكي يرتبط بالقوي الحاكمة و كم من قرارات تبدلت بتغير الحزب الحاكم فقد صنف ترامب الحوثيين جماعة إرهابية و عندما فقد الحزب الجمهوري الحكم و تولاه الديمقراطيون أبطل الرئيس بايدن قرار ترامب ذلك أنه موقف سياسي متبدل و متغير .

الرئيس البرهان بين في خطابه أمام قادة الجيش أن هذه الإتهامات إنما هي لخدمة من يشتري المبعوثين و ليس لأجل تحقيق السلام في السودان فأمريكا و المعارضة لا يسعون لمصلحتنا .

الدول الداعمة للتمرد تستغل تحركها لتحقيق أهدافها المنطلقة أيضا من (رهاب الإسلاميين).

بخطاب الرئيس البرهان يتضح موقف بلادنا الواضح من أن كل هذه الترهات و المطامع لن تغير من الأمر شيئا و لن يكون بيننا تمرد الدعم السريع و جماعة قحت و لن يشاركوا في الحكم مستقبلا و أن المعارك لن تتوقف إلا بنظافة البلاد من كل هذا البؤس و الخزي .

راشد عبد الرحيم

Exit mobile version