معركة الفاشر برهنت حقيقة قاسية للمليشيا، وهي أن الانتصار العسكري لا يقربك من أهدافك بالضرورة بل قد يبعدك عنها.
بمعنى آخر، الانتصار العسكري ليس بالضرورة انتصارا سياسيا بل قد يتحول إلى كارثة سياسية.
وبالتالي، فإن سعي المليشيا للمزيد من السيطرة على الأرض يصبح بلا معنى.
تصور أنك في قيادة المليشيا أو من داعميها وأنت ترى هذه الحقيقة أمامك!
شعور محبط. إنها لحظة إدراك أن غياب المشروع السياسي لا يعوضه نصر عسكري. فالمليشيا في النهاية هي مجرد أدة للتدمير والقتل ولكنها غير صالحة لأي شيء آخر، وبالتالي مهما حققت من انتصارات عسكرية فلن تتقدم خطوة إلى الأمام بل ستخسر مثلما حدث في الفاشر. المشكلة ليست في الشعب السوداني أو العالم الخارجي، المشكلة في تكوين المليشيا نفسها كمليشيا، وهذه مشكلة لا حل لها إلا بزوال المليشيا نفسها.
حليم عباس
