إسحق أحمد فضل الله يكتب: (بعيداً عن الجِدال… السودان المسلم هو..)

أبو كمال،
السودان كان سليماً ومحمياً أيام ذلك الشيخ الذي يسبّ الدين.
والحكاية هي: شيخ وشاب ومشاجرة، والشاب يسبّ الدين للشيخ، والشيخ يسبّ الدين للشاب. والشاب المذهول يطير إلى المحكمة.
:: الشيخ دا سبّ لي الدين.
وسألوه فقال:
:: نعم… أنا سببت له الدين.
والشيخ يشرح للمحكمة المذهولة ويقول:
:: هذا سبّ لي ديني (الإسلام)، فخرج من ملة ودين الإسلام، وأنا سببت دينه الذي هو بالتالي غير الإسلام…
والمحكمة تذكر الشيخ بالآية: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ…)
ما نريده هو أنه حتى من يسبّ الدين يفزعه أن يسب أحدُ الدين…
السودان المسلم كان محروساً بهذا.
……
وصاحبة “أنداية” أيام الإنجليز، كان أحد ضباط الإنجليز يزورها، ويشرب عندها الويسكي وعائلة الويسكي، لكن الخواجة يوماً يرفض هذا، ويطلب العرقي السوداني.
وتحت دهشتها، المرأة تصبّ له كأساً من العرقي، والخواجة يكرع، والمرأة ترى حلقه يثب ويبتلع الكأس. عندها تطلق المرأة الزغاريد وتقول:
:: الخواجة أسلم…
……
وفاعلة من الفواعل كانت لا تستقبل شخصاً ليس مسلماً، وتقول:
:: هو سجم… وكمان مع كافر؟
السودان كان فيه من يحملون ذرة من الإسلام والغيرة، وكان محروساً بهذا.
وكتشنر يكتب لحكومته ويقول:
:: لا أنصح بالتبشير هنا (في السودان)، إنهم هنا متعصبون… وخطرون جداً.
للصور هذه كان المخطط هو… التسلل بهدوء… وبتقديم الامتاع.
وأيام قحت في الرياض كان صديق لنا ينظر إلى شاب/شابة يجلس أمام محل تجاري، ويسمع الغلاط حوله:
:: دا ولد…
:: لا، دي بت…
:: لا ولد…
:: لا بت…
والولد/البنت يحمل كل ملامح ومكياج الفتاة.
وحين يسألونه يقول:
:: أنا… وكم وعشرين آخرين جاؤوا بنا من لبنان… للخدمات (إياها).
كان التسلل للنخر بعضه هو هذا…
…….
صلاح
عن العالم والحقوق، الحكاية الحقيقية هي:
حمارة أنثى في جنوب لبنان تهرب من إسرائيل إلى لبنان، ويطالبون بها…
والقضاء اللبناني يرفض…
وبعد شهور تلد الحمارة. وحكومة (نعم… حكومة) إسرائيل ترفع قضية ومحامين وأموال تطالب بالمولود الذي وضعته الحمارة، باعتبار أن أباه حمار إسرائيلي.
والحكاية حقيقية.
وتقول لي… نتعايش؟
السودان هدموه بالأفيون… الذي يفكّ الجَبّارة أولاً… ثم؟

إسحق أحمد فضل الله

Exit mobile version