أطلال الزمن الجميل
_ تحدثت كثيراً عن موجة البكاء التي اكتنفت الناس في فترة
سابقة.. بكى الجميع وعلى الهواء مباشرة بكى سياسيون ورياضيون وفنانون.. حتى أنا ذاتي (بكيت).. صديقنا حسين خوجلي أدمن البكاء على الشاشة وذلك أصدق تعبير.. بكى عندما تحدث عن التعايشي.. أخيراً بكى وهو يقرأ قصيدة للحلنقي مقرونه بقصة خادمات سودانيات عملن سخرة وانتهكن إنسانياً في دولة عربية.. وإن طبيبات اتصلن به مستنجدات واحسيناه ليقود حملة لإيقاف هذا الشكل من العمل للسودانيات لأنه لايشبههن.. وإنه للتحايل على الأعراف السودانية يسمون الخادمة مُربية..
_ ثمة أسئلة هل هذه المعاملة في تلك الدولة للخادمة السودانية أم لجميع الخدام.. وهل كل الجنسيات يعرضن الخادمات لعمل متصل وإنتهاك لأبسط الحقوق واستباحة لكل المحاذير وتناسياً لكل القيم.. هل هذا سلوك بشري تمارسه أجناس على أجناس تعالياً واضطهاداً بسبب عنصر أوعرق أو لون..
_ حتى الخادمة لها حقوق إنسانية يجب أن تكفل لها.. ومنظمات إقليمية وعالمية تتبنى نصرة أمثال هؤلاء
_ متى يعلم العرب وغيرهم من الأجناس التى تتدعى النقاء العنصري.. إنها مسألة حضارية ليست إلا.. ومن سره زمن ساءته أزمان.. وهاهى الحروب تجعل من كل العناصر لاجئين.. وحالتهم أقرب إلى المتسولين.. مثل هذه الظروف هى التى تجبر الناس على البحث عن عمل .. أي عمل.. دون تقدير عواقبه فتكون النتيجة إذلال وإستغلال بشع لحاجة الإنسان في أن يعيش..
_ هاتان الفتاتان حالة واحدة استثنائية كان يمكن أن تمر دون إضاءة لولا هاتف لحوح أجبر مقدم البرنامج على الرد عليه.. هذا
نموذج ساقت عرضه لنا صُدفة بحتة.. قطعاً ماخُفى أعظم.. وإنه تحت السواهى دواهي.. وهذه مجرد مناظر لفيلم أكثر بشاعة
_ بكيت مجدداً و كثيراً وانا أقرأ حوار ماجدة حسن مع أحد الأفذاذ يوسف عيدابي.. رمز جميل لزمن جميل تجده مسرحياً (مالي مركزو) وشاعراً مجيداً ومثقفاً ضليعاً ويساهم في تحرير الملفات الثقافية حينذاك كان حمدنا الله عبد القادر وهاشم صديق يصنعان مسرحاً محترماً.. وكان عبد الله جلاب وكمالا إسحق وكان عبدالله بولا ومحمد عبد الحي وكان عبد القدوس الخاتم وعلى المك.. الزبير علي وعثمان الحوري.. المجذوب والنور عثمان.. الدوش يتلمس طريقه ومحجوب شريف يرسي أصول الشعر السياسي الشعبي.. والقائمة تطول.. قرأت حوار دكتور يوسف عيدابي.. وهو لايريد أن يقول كل شئ.. حتى بدأ متناقضاً ولكنه تناقضاً خلاقاً.. فبينما يقول: كثيرون في الظل.. (المتروك والمهمش والمهمل قيمته أكثر من الموجود).. ثم يقول: أنا متفائل بالأصوات الجديدة في محاولات كثيرة في القصة والشعر والرواية وفي النقد وفي الاكاديميات هنالك الكثير من الأسماء الرائعة (جزء كبير منهم في الغربة) ويقول: في الأعلام في الصحافة من يظهروا ليس من أتوقعهم أو هى ليست نوع الثقافة الأنا عايزها..
_ تحصن دكتور يوسف عيدابي وتمترس في غربته وهو هناك يصنع الانجاز تلو الانجاز ويقدم خبراته الثره لمن يستحق.. يا أهل السياسة هل سمعتم بكائن سوداني جميل رائع إسمه يوسف عيدابي.. أنا لا أقول لكم أختاروه وزيراً للثقافة لأنه لن يقبل.. تحية له في مهجره الأنيق.
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]