مصطفى أبو العزائم

صالونات سياسية حيّة!


[JUSTIFY]
صالونات سياسية حيّة!

تشرفت مساء الأحد الأول من أمس بأن استضفت عدداً من زملاء المهنة، من بينهم كتاب وصحفيون ورؤساء تحرير وقادة لبعض الأجهزة الإعلامية، في جلسة نقاش حر مع السيد الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر، والي ولاية الخرطوم، الذي كان عائداً لتوّه من رحلة عمل في الصين الشعبية، الأمر الذي جعل هناك ما يناقش من مستجدات ما كان أكثر الحضور بها من العالمين.

حرص كثير من الزملاء على الحضور والمشاركة في هذا النشاط الاجتماعي السياسي، الذي أطلقت عليه اسم (الصالون السياسي)، وهو لقاء يتجدد كل ثلاثة أسابيع على الأكثر في منزل أحد الزملاء، يكون ضيفه الأساسي السيد والي ولاية الخرطوم، الذي استن هذه السنة ليكون قريباً من أهل الصحافة والإعلام، شارحاً لسياساته مسوقاً لأفكاره، مجدداً للتواصل معهم، وقد بدأت أولى تلك الجلسات قبل عدة أشهر، في منزل زميلنا الأستاذ راشد عبد الرحيم في بري، ثم انقطعت لأشهر، ثم تجددت مرة أخرى قبل أسابيع قليلة في صالون زميلنا الأستاذ عبد الباقي الظافر بالخرطوم بحري، وهناك طلبت أن يكون اللقاء التالي في منزلنا بالثورة، وقد حدث ذلك بالفعل، وانفتحت في اللقاء عدة موضوعات، ونوقشت قضايا كثيرة، وسمعت السلطة رأي الصحافة فيها، كما سمع الصحفيون رأي السلطة في مجمل الأداء الإعلامي والصحفي العام.

مخرجات اللقاء قد يطالعها القاريء الكريم في مكان غير هذا المكان، لكن الفكرة ذاتها تستحق الإشادة بها، وقد لمست اهتمام الإخوة الزملاء بالمشاركة والحضور، رغم أن ذلك المساء كان يحفل بحدث رياضي مثير، هو مباراة فريق الهلال مع الملعب المالي والتي نجح فيها الهلال في تجاوز ضيفه مما خلق جواً متفائلاً، ولم يتأخر عن الموعد المحدد سوى زميلنا الأستاذ يوسف عبد المنان الذي شهد المباراة حيّة، وجاء متهللاً بعد انتهاء المباراة، لا بصفته عضو مجلس إدارة في نادي الهلال بل بصفته (هلالياً) صادقاً يسعده الانتصار وتحزنه الهزيمة.

الفكرة في اللقاء والتي سبق أن اقترحها عدد من الزملاء على السيد الوالي، وبعد أن نجحت في خلق التواصل الذي ساعد هو بدوره في صناعة أرضية واحدة أو مشتركة لفهم تفاصيل بعض القضايا، التي قد لا يلم الناس إلا بظاهرها، استحقت الفكرة أن نشيد بها، لأنها حولت البيوت إلى صالونات سياسية عامة، تناقش داخلها قضايا جادة بما يرفع درجة الاهتمام لدى الصحفيين والكتاب وأهل الإعلام وقادة الرأي إلى أعلى مستوياتها من حيث الفهم والاستيعاب والتفاعل من خلال المناقشة.

ليت الفكرة تنتقل إلى آخرين من صناع القرار في بلادنا ليس لإشراك أهل الصحافة والإعلام في صناعة القرار، بل لإطلاعهم على دوافع اتخاذ القرار والسماع إلى آرائهم حول القرارات التي تتخذها الحكومة ممثلة في كبار المسؤولين.

دعونا نتفاءل أولاً ثم نتواصل ثانياً ثم نتفاعل ثالثاً مع كل القوى السياسية من أجل هذا الوطن، لأن مثل هذه الصالونات السياسية تعتبر أمراً جوهرياً في عملية العصف الذهني، الذي في غيابه تُجر عادات التفكير التقليدي نحو التفكير النقدي الحكمي بعيداً عن التفكير المنتج الإبداعي، وهو الذي يجب أن يكون نهج الأمم والقادة.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]