مياه الخرطوم.. لا تحكوا لمن يشكو
لا أدري.. ولكنني حين أجد طبيبا يكثر من استخدام المصطلحات الطبية الإنجليزية أثناء حواره مع المريض الذي يأتيه للعيادة كي يتلقى العلاج فإنني أشعر بأن هذا الطبيب ضعيف ومتواضع الكفاءة والقدرة على أداء عمله فيتم النقص (إنجليزي) ..!
وكذلك المسؤول الذي يتغلب على شخصيته الحس السياسي على الحس التنفيذي، لا ينجز شيئا لكنه يملؤكم بالأحاجي والحكايات والأخبار والمينشيتات ..
ستشربون (جركانات) مليئة بأخبار محطات تقوية المياه بدلا عن المياه.. ستشربون توجيهات المسؤولين وجولاتهم التفقدية وتشربون قرارات بتغيير مدير المياه لرفع الطاقة الإنتاجية في كل مرة ..
ستشربون مصطلحات فنية ووعودا يا مواطني الصحافات والأزهري، فوالي الخرطوم قرر منذ مجيئه للولاية قبل سنوات أن يحسم ملف مياه الخرطوم ويسقيكم ماء نقيا صالحا للشرب من النيل الذي يطوق ولايته أو من جوف الأرض لكنه لم ينجح في ذلك حتى الآن ..
وفي كل عام نطالع الأخبار و(ريقنا ناشف).. أحياء في قلب العاصمة تعاني نقص مياه الشرب قبل حلول موسم الصيف، فكيف نصدق وعدا جديدا من مسؤول جديد ربما أو قديم لا أعرف لكنه نائب مدير هيئة مياه الخرطوم يقول خبره أمس إنه وجه محطات المياه برفع طاقتها لمقابلة فصل الصيف في الوقت الذي تستمر فيه معاناة المواطنين في الحصول على المياه الآن وقبل شهر وقبل شهرين وثلاثة وعام وعامين وثلاثة ..
أي طاقة قصوى تلك التي ستسعفك في فصل الصيف إن لم تكن قد أسعفتك في الشتاء؟.. كفانا أخبارا تموت في مهدها وكفانا فشلا وكفاكم وعودا وكفانا عطشا.. و(حرق أعصاب) يوميا في انتظار المياه بالسهر والحمى ..
حكومة ولاية الخرطوم لم تنجح في حل أزمة المياه في عدد كبير من أحياء الولاية حتى الآن ولا أدري لماذا يبقى هذا الوالي في كرسيه حتى الآن في الزمان الذي قدم فيه وزراء ناجحون استقالاتهم؟، وفي الزمان الذي غادر فيه علي عثمان كرسيه ليفسح الطريق للآخرين برغم أنه كان المسؤول الناجح الذي يعمل بصمت وهدوء بلا زوبعة إعلامية ولا وعود غير محققة؟ .
قضية مياه الخرطوم قضية كبيرة وقد شبعنا من خططكم ومحاولاتكم الفاشلة في توفير إمداد المياه لعدد كبير من الأحياء غير الطرفية أو البعيدة حتى لا يكون هناك مبرر، فالأحياء الطرفية تعيش الحال بالضعف وتحدث عنها بلا حرج..
أتمنى أن يصدر والي الخرطوم توجيها بعدم نشر أي أخبار تتعلق بجهوده أو جهود الآخرين أو خططهم أو توجيهاتهم أو أحلامهم لحل مشكلة المياه، أوقفوا هذا النشر وهذا الإعلام حتى تنعم كل أحياء الولاية بإمداد مائي مستقر ومستمر بعدها يمكن أن يحكي من يريد أن يحكي لمن كان يشكو..
[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي