أسئلة للرجال فقط
سأكتب اليوم كلاما «بقلب جامد» لأنه منقول عن الإنترنت وليس من تأليفي، وابدأ بالسؤال: أيهما أخف على قلبك كرجل، العمل أم الزوجة؟ العمل يوفر لك المال، وزوجتك تستولي على ذلك المال، وفي مكان العمل تستطيع أن ترفع صوتك بالصياح والاحتجاج، وقد يعود ذلك عليك بنتائج إيجابية، أما مع زوجتك فإنك تخسر معركة الصياح، لأنها تقلبه إلى نواح بمجرد إحساسها بأن هزيمتها وشيكة.. وتستطيع أن تزوغ من العمل، أما الزوغان من البيت؟ خليها مستورة! وقد يرضى عنك مديرك في العمل ويكافئك على مجهودك، بينما رضا الزوجة غاية لا تدرك، وحتى إذا رضيت عنك الزوجة فإن أُمها (حماتك) لن ترضى عنك، وفي العمل تتمتع بإجازة سنوية وأخرى عارضة أو مرضية، وهناك العطلات الأسبوعية وفي المناسبات الدينية والوطنية، أما الحياة الزوجية فلا إجازة فيها، بل إن زوجتك «تلزق» فيك، أكثر خلال الإجازات، وقد تجبرك على أن تقضيها مع أهلها هي!! اللهم لا اعتراض! وفي العمل قد تنال ترقية ولقبا طناناً: من كاتب إلى باشكاتب، ومنه إلى رئيس قسم، ولو كنت مسنودا فقد تصبح مديرا، ويصبح لك مكتب خاص، وفراش يخدمك، وسكرتيرة تكذب نيابة عنك، أما في البيت فستبقى على الدوام «زوجا»، وقد تنال لقب أبوالعيال، وهو لقب «مرهق»، وبعد أن تكبر في السن ستناديك الزوجة يا «حاج» رغم أنك لم تؤد فريضة الحج لأن المدام نسفت مدخراتك، أو لأنك «مش واصل وسنكوح» ولم ولن تجد فرصة الانضمام إلى بعثة الحج الرسمية البلوشية، يعني الست تعطيك لقب حاج لتكسير مجاديفك بتذكيرك بأنه «راحت عليك»، ويا رب حسن الخاتمة! ولكن يا ويلك وظلام ليلك لو ناديت زوجتك بـ «حاجة» بعد سن الأربعين، حتى بعد أن تعود من الحج! حتى سن الـ35 تعتبر الزوجة مناداتك إياها بـ«حاجة» نوعا من الغزل.. ولكن بعدها، ذنبك على جنبك.
والأهم من كل ذلك أنك قد تصل مرحلة من القرف من العمل، فتقرر تركه إلى عمل آخر وثالث ورابع، بل قد تغير وظيفتك خمس مرات في سبع سنوات، وتحس بأنك سائر نحو الأفضل، أما لو أحست الزوجة أن عينك زائغة وأنك قد تفكر في تركها أو تحويلها إلى الأرشيف مزودة بلقب الزوجة الأولى، فإنك ستتمنى «العمى» الذي يمنعك من زوغان العين، لأن المدام ستنشف ريقك وجيبك، وتغرقك في الديون، حتى لا تجد فلوسا تكفيك لشراء سجائر سكند هاند، فتتحول إلى التمباك/ النسوار/ الشمة فتنفر منك حتى النساء البائرات، ولو وصل الأمر إلى مرحلة الطلاق بسبب إقدامك على الزواج بأخرى فإن عيالك – بداهة- سيفضلون أن يكونوا في حضانة أمهم.. يعني النفقة ستكلفك ثلثي دخلك!! ولهذا صار الكثير من الرجال يؤيدون سياسة «الضربة الاستباقية»، فكما أن بوش غزا العراق وبدأ بعدها في البحث عن تبريرات للغزو، فإن هناك من الرجال من يفاجئ الزوجة الأولى بالزيجة الثانية ثم، بعد وقوع الفأس على الرأس، يشرع في طرح المبررات!
وهب أنك كبرت أو تركت العمل بسبب الملل أو الكلل، ستنال مكافأة نهاية الخدمة أو معاشا تقاعديا وحفل تكريم.. ولكن يا ويلك إذا فكرت في التقاعد عن الحياة الزوجية،.. الزواج «مؤبد» والزوجة ستصادر معاشك ومكافأتك وتقيم لك حفل «تهزيء».. وهناك جهات عمل تعطي العاملين وثائق تأمين تحوطا لحدوث مكروه.. وإذا حصل المكروه فإن زوجتك هي التي ستقبض قيمة التأمين! وهناك حكاية الرجل البريطاني الذي قال يوما ما لزوجته: فكرت في قتلتك قبل 25 سنة، ولو فعلتها لكنت اليوم قد خرجت من السجن!! بعد كل هذا أجب بصراحة: أيهما أفضل زوجتك أم عملك؟ (لا تجب عن السؤال إلا وأنت خارج البيت.. ولمعارفي من القراء أقول: لا في داعي للوشاية وتوصيل فحوى هذا المقال إلى زوجتي، والفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها)
ويا معشر الرجال هذا المقال سيعرضني لهجمة شرسة من الجنس الذي يفترض أنه ناعم، وأملي عظيم في وقفة رجولية منكم إلى جانبي.
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]