مكي المغربي

تحية و (نقد) للحركة الوطنية للتغيير!

[JUSTIFY]
تحية و (نقد) للحركة الوطنية للتغيير!

فاتني شرف المشاركة في حفل إشهار الحركة الوطنية للتغيير أول أمس واجدد اعتذاري للحركة وللدكتور خالد التيجاني الذي قدم لي الدعوة وحرص على حضوري…. واعتذاري أيضا للشيخ الوالد د. الطيب زين العابدين والذي أفتخر بمعرفته اللصيقة بإسرتي … والتحية لكل قيادات الحركة.

لدي احترام تقدير شديد للحركة وقد يصل هذا الأمر إلى أن يتوقع من يسمعني أتحدث عنها أنني جزء منها أو ارتب حالي للإنضمام لها ولكن كل هذا غير صحيح فقد سجلت شهادتي وأنا خارجها ولن يزيد شهادتي مصداقية الدخول فيها أو الخروج من أي كيان آخر أو القيام بأي (فرقعة إعلامية) … والحمد لله لست من هواة الفرقعات.

وبالرغم من تقديري الشديد للحركة إلا أنني أول من شبهها بالشخص الذي يمتلك رأسا ضخما كبيرا وجسما هزيلا ضئيلا … فهي حركة ولدت في النخبة وقياداتها قامات سامقة ولكن لا يوجد حراك في القواعد يسندها حاليا ولا أعتقد ان قادة الحركة لديهم وقت أو جهد يستطيعون بذله أكثر مما يبذلون الآن …بل إنني واثق أن أي جهد إضافي سيرهقهم وسيفكك الحركة.

الشخص ذو الرأس الكبير والجسم الصغير لا بد أن يسير الهوينى وان يتكل على حائط على طول المشوار … وهنا يكمن خلافي مع الحركة إذ أنني اقترحت على الدكتور خالد التيجاني ونحن في رحلة الإياب من ختام مهرجان السياحة والتسوق السابع في بورتسودان أن توقع الحركة مذكرة تفاهم معلنة ووواضحة مع المؤتمر الوطني … فاختلف معي بشدة حول هذا الأمر … قلت له أن رجل عملي ويمكنكم وصفي بالبراغماتي خاصة وان شيخي هو الدكتور عبد الرحيم حمدي … فالواقع يقول إن الأقوياء في الساحة هم المؤتمر الوطني وقطاع الشمال … ثم بعد ذلك بمسافة الأمة والشعبي … هذه هي الجدر التي يمكن للحركة التوكؤ عليها حتى تمشي في الساحة السياسية أما إذا أرادت أن تتحول إلى منبر ثقافي (غير سياسي) فلا يلزمها أي شيء.

هنالك حل آخر وهو تبنى الحركة للوساطة بين الكبار وهذا حل صعب ومكلف ومجهد … فالوساطة ليست مجرد بيان وفرقعة … فيها سفر للولايات ولمواقع الحدث ومقابلة قوعد الفريقين … الوساطة ذاتها عمل سياسي شاق وكبير ويحتاج إلى تمويل وتخطيط وتفرغ.

الحركة تتبنى العمل من داخل السودان … والأقوى في الداخل هو المؤتمر الوطني ولذلك يستحسن التفاهم معه علنا … ومما يحمد للحركة أنها لا تعمل تحت الطاولة ولذلك لا بد من صيغة معلنة وواضحة في التعامل مع الداخل الذي يشكله المؤتمر الوطني … واضعين في الحساب أن أي تفاهم غير معلن او (هامش متفق عليه سرا) مع (الوطني) يعتبر خطأ كبيرا وهزيمة لمنهج الحركة الذي جاء مخالفا لسلوكيات العمل السياسي الرديئة.

عندما تنفرج الأمور ويعود المؤتمر والقطاع للتفاوض ويدخل القطاع للساحة من باب التسجيلات وليس من شباك التمرد حينها يمكن للحركة أن تفتح لنفسها قناة علنية مع القطاع.

قد يقول قائل أي مذكرة؟ وأي تفاهم؟ … وأقول الإتفاق على قضيتين الأولى هي التوجه الإسلامي العام … وليس من الضروري الدعوة له ولكن من الضروري أن ترفض الحركة أي محاولات لإستئصاله من الساحة بالقوة … مع القبول بأي معارضة فكرية سلمية له. الثانية هي الجنائية وما يشابهها في أدوات الاستعمار الحديث … وباختصار على الحركة أن تتبنى موقفا قاطعا تجاهها وليكن هو الموقف الأفريقي ولي موقف المؤتمر الوطني …!

[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني