زهير السراج

حليل الزينين


[ALIGN=CENTER]حليل الزينين !![/ALIGN] فى اخبار الامس تصريحان لافتان للنظر ، أولهما للسيد عمر محمد صالح الناطق الرسمى لمجلس الوزراء الموقر ، والثانى للسيد دى سانتوس المدير الفنى لفريق الهلال العاصمى، أو ل(هلال الملايين ) كما يحلو لنا، نحن محبوه وعاشقوه والمتيمون به، ان نطلق عليه !!
السيد عمر قال للصحفيين عقب جلسة مجلس الوزراء اول امس التى اجاز فيها القانون الجديد للصحافة.. ( إن اقصى عقوبة غرامة للصحفى فى القانون الجديد هى خمسون الف جنيه سودانى )، أى( خمسون مليون ) بالجنيه القديم ( التوضيح من عندى ) !!
والسيد دى سانتوس قال وهو فى قمة الانتشاء بفوز فريقه فى بطولة الدورى الممتاز على هلال بورتسودان بخمسة اهداف .. ( إن الوصول الى القمة ليس صعبا ) !!
بالنسبة للتصريح الاول ، فإننى بصراحة شديدة لم افهم هل كان السيد عمر يبشرنا ام يحذرنا ، ولا ادرى ان كان مجلس الوزراء الموقر وهو يضع هذا الرقم كأقصى عقوبة غرامة على الصحفى ، يدرى ام لا يدرى بأن اغنى صحفى بل صحيفة، لا يوجد فى رصيدهما معا ( واحد على عشرة ) من هذا المبلغ ، الا قلة قليلة جدا من كبار ملاك الصحف ؟! ولا ادرى ان كان قد سمع ام لا، بأن كاتبا صحفيا مرموقا هو استاذنا الحاج وراق، وناشرا ورئيس تحرير مرموقا هو الاستاذ عادل الباز ، صدر ضدهما حكم بالسجن الى حين سدادهما لمبلغ ( سبعة وعشرين ألف جنيه ) فقط ، أى أقل بكثير من مبلغ الغرامة القصوى فى القانون الجديد ، حكمت به عليهما معا محكمة الصحافة قبل أكثر من عام وعجزا عن تسديده ، وربما يكون الاثنان قابعين الان فى السجن الى حين تدبير المبلغ ؟!
القانون الحالى الذى لايزال سارى المفعول ( الى حين اجازة القانون الجديد بواسطة المجلس الوطنى وتوقيع السيد رئيس الجمهورية عليه ) .. لا يحدد قيمة للغرامة ، وانما يترك تحديدها لقاضى محكمة الصحافة ، ولا شك انه يتقيد فى ذلك بالمنشورات التى يصدرها السيد رئيس القضاء ، ولم يحدث ان حكمت المحكمة بالغرامة بأكثر من عشرين ألف (عشرين مليون ) على أحد الصحفيين ، الا فى قضية واحدة فقط ضد الاستاذين محجوب عروة ونورالدين مدنى ، خفضتها محكمة الاستئناف فيما بعد الى خمسة الاف فقط لكل منهما ، بينما يجيز القانون الجديد تغريم الصحفى خمسين ألف جنيه ( خمسين مليون ) !! وبالمناسبة فإن المبلغ الذى يجب على الاستاذين وراق والباز سداده ليس (غرامة ) ، وانما ( تعويض) حكمت به المحكمة للشاكيين ، وكان مبلغ الغرامة الذى حكمت به عليهما ضئيلا مقارنة بمبلغ الغرامة فى القانون الجديد ، مما يستدعى السؤال مرة أخرى.. ( هل كان السيد عمر محمد صالح يبشرنا أم يحذرنا وهو يدلى بتصريحاته للصحفيين عن اقصى مبلغ غرامة ضد الصحفى فى القانون الجديد للصحافة ؟! ) .
أما السيد دى سانتوس ، فيبدو أنه لم يتشرف بعد بمعرفة تاريخ الفريق الذى يدربه ، لذلك فإن أقصى طموحاته، ان ( يحاول ) الصعود بالهلال الى القمة الصعبة التى هى ( الفوز ببطولة الدورى الممتاز) التى لم يفز بها الهلال من قبل، وينتظر عبقرية سيادته ل(يحاول ) الفوز بها !!
اذا كانت هذه هى طموحات مدرب الهلال ، فعلى الهلال وعلى الملايين التى دفعت لمدربه ولاعبيه المحترفين، وعلينا نحن الذين ننتظر بصبر كبير فوزه بأية بطولة خارجية، السلام !!
هذان تصريحان لفتا نظرى فى أخبار الأمس ، فأحببت ان أشرك معى فى الفرحة بهما السادة القراء ، مع امنياتى الطيبة للزملاء الصحفيين بالثراء العريض تحت ظل هذه الغرامة المتواضعة ، وللهلال الحبيب بالنجاح فى ( محاولة) الفوز بالدورى الممتاز لأول مرة فى تاريخه والوصول الى ( القمة الصعبة !!) التى يتمناها له منقذه ومدربه العبقرى السيد دى سانتوس … ويا حليل الزينين !!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1205 2009-03-21