الصيد في الماء العكر!
بعض الناس للأسف لا تحلو لهم الحياة ولا يسعون لتحقيق مكاسب فيها إلا عبر ممارسة (الإنتهازية) إذ أنهم ينتظرون دائماً فتات الموائد المتساقط من الأيدي أو غنائم ا لخلافات التي يتصيدونها ويتفنون في إمتلاكها لكن تتضاعف الإنتهازية وتسوء تداعياتها إن تعدت الأشخاص والأفراد إلى المؤسسات والدول.. ولعلنا كسودانيين نذكر تماماً كيف أننا عانينا من الانتهازية عقب حرب الخليج وآثار غزو العراق للكويت.. إذ أن بعض الجنسيات التي كان يضايقها (ويحرق فشفاشها) تميز وتفوق وأمانة السودانيين في دول الخليج مما جعلهم محل إعجاب أشقائنا العرب، ومؤتمن أسرارهم وحافظي أموالهم إلا أنه وبعد إنتهاء الغزو بدأ أولئك الذين يظهرون غير ما يبطنون أو الذين يليق عليهم وصف جدتي (حلوين لسان قليلين إحسان) بدأ هؤلاء في الكيد للسودانيين (لتطفيشهم) من وظائفهم حتى يعملوا بها.. لكن جعل الله كيدهم في نحرهم.. ولم تتزعزع ثقة أشقائنا وعارفي فضلنا وخلقنا من أهل الخليج فيضمن خبروهم وجربوهم عقوداً من الزمان!! لكنني للأسف هذه الأيام الاحظ أن مسلسل الانتهازية قد بدأ من جديد وبعض ممن (عينهم من زمان) على علاقتنا الرائعة مع الأشقاء العرب أنتهزوا فرصة عدم وضوح الرؤية في علاقاتنا معهم وهاك (يابوس) على الخارطة الخليجية من أجل علاقات ومصالح يريدون أن يبنوها على أنقاض علاقتنا الأزلية مع دول كالسعودية والإمارات والبحرين مثلاً ونحن (بعبط) نحسد عليه نرحم في جدار علاقتنا المشروخة بالذين يطعنوننا في ظهورنا صباح مساءً ينظرون الينا بطمع المستعمر وزيف المحبة ودهاء الثعالب وندير ظهورنا لو شائج تاريخية ضاربة في الجذور مع دول تعترف أننا شاركنا في بناء مجدها أعلامياً ورياضياً وإدارياً وعندها السوداني (صك وعملة بل سبيكة دهب) لذلك يا من تديرون شأننا الدبلوماسي أعيدوا النظر في علاقاتنا مع الخليج بوفود رسمية وشعبية تزيل ما علق في النفوس وإزالته ساهلة وأرجعوا الثقة التي انعدمت بيننا وذاك يسير وحدودا مواقفنا، وتحالفاتنا لأن ما تفعلونه كاللعب على الحبال للاعب لا يجيد اللعب عليها.. لذلك يتأرجح مهدداً بالسقوط في أي لحظة! وفوتوا الفرصة على ا لحكومات الانتهازية التي لا تجيد إلا الصيد في الماء العكر..وهذه الأيام أعمال الحفر (في سد النهضة) مزودة العكورة أكثر من اللزوم!!.
كلمة عزيزة:
لا أدري لماذا يرتبط الاستثمار في البلد دي فقط بالعمارات الشاهقة المرفوعة أعمدتها على شاطيء النيل!! والاستثمار في كل بلاد الدنيا تمنح فيه الأولوية للمشاريع الزراعية والمصانع المنتجة ا لتي توفر منتجاتها للأسواق التي توفر منتجاتها للأسواق المحلية وتشغل الآلاف من الأيادي العاملة إلا عندنا والاستثمار ما بمرق من مربع واحد وهم يشوفوا ليهم ميدان في أحد الأحياء يبيعوه لمستثمر لبناء ناطحة سحاب يبيعها بالملايين من الدولارات للقادرين والمنتفعين من بيعها منذ بداية الصفقة!!.
كلمة أعز:
والله نحن ما محتاجين لسفراء أو مبعوثين من الخارجية لتمتين علاقاتنا مع السعودية والإمارات وكل القصور الملكية بها سوداني مأمون وشيال ثقيلة والإمارات فيها زي كمال حمزة و العشرات القادرين على جعل علاقتنا سمن على عسل.
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]