أم وضاح

علم وعملة

[JUSTIFY]
علم وعملة

.. أمس قرأت خبر المسؤول الكبير الذي جاء عابر سكة فائت من أمام مستشفى الأسنان بالخرطوم وأزعجه وأحزنه منظر (العلم) البائس والمهتري الذي كان يعلو المبنى.. ولا أدري كيف فات على من يديرون الموقع ومواقع كثيرة أخرى مشابهة كيف فات عليهم أن يرفع علم السودان رمز عزته واستقلاله وكبريائه بهذا القبح الذي لا يسر الناظرين!.. وبالمناسبة هذا المشهد أصبح مكرراً ومشاهداً في أماكن كثيرة بعضها رسمي لا ينتبه فيها أحد إلى أن العلم الذي يعلو السارية أصبح قديماً مهترئاً مسلوب الألوان وكأنه بالنسبة لهم مجرد خرقة بالية لا تعني شيئاً أو مجرد قطعة قماش بلا معنى.. ومثل العلم المغلوب على أمره أصبحت العملة السودانية التي هي بكل المقاييس (قيمتنا) ووزننا عند العالم، أصبح حالها يغني عن سؤالها والعملة الورقية ممزقة وبعض الفئات تكاد تبحث عن أرقامها بالمجهر المكبر لكي تستبين تفاصيلها، وكدي قارنوا عملتنا هذه بأي عملة ورقية في العالم من مشارق الأرض إلى مغاربها (بس أبعدوا عن الأخضر أبو صلعة).. لتكتشفوا أن الجنيه السوداني مش ما عنده قيمة في سعره، لكن ما عنده قيمة حتى في شكله والأسباب في ذلك تبدأ من طباعته التي أحسب أن آخر ما روعي فيها هو الجودة والتقنية العالية، لذلك يصبح الجنيه بمختلف قيمه عرضة للتزوير لأنه بطول المدة وكثرة التداول ما عاد هناك وجود لعلامة مائية ولا حتى علامة هوائية وكأن من طبع هذا الجنيه قام بالفعل وهو لا يدري أن العملة هي جواز ورمز ووثيقة للوطن الذي ننتمي إليه!! حاجة ثانية المواطن نفسه للأسف يلعب دوراً كبيراً في التدهور الذي أصاب العملة بالتعامل السيء واللا مسؤول معها، فيعني شنو شخص يدون حساباته على ظهر العملة فيجمع ويطرح على ظهر الورقة؟ ويعني شنو أحدهم يلف العشرين أو العشرة على شكل (قرقور) ليجعلها أداة لنظافة أذنه أو أسنانه وبالتالي تنتقل من يد إلى يد لتصبح شيئاً قذراً أحياناً تعاف نفسك من أن تمسكه بيدك!!

لذلك أعتقد أننا بحاجة لإعادة المفاهيم لقدسية (أشياء هي ليست كالأشياء) كما تقول ماجدة الرومي، بل هي رمز وعنوان وهوية.

على فكرة الحكاية مش في العملة والعلم لكن الحكاية المضحكة أنني أكتشفت أن بعض الشباب للأسف لا يحفظ نشيد العلم صحيحاً، أما من نظم كلماته ووضع لحنه فهو عندهم سؤال المليون الذي لا يمكنهم الإجابة عليه.

٭ كلمة عزيزة

الحاجة البعرفها أن منصب الوزير معني بالتخطيط ووضع الإستراتيجيات والخطط لوزارته وبالتالي هو في العادة ينأى بنفسه عن اللجان والأبواب التي تفضي إلى دعومات مالية، ووزارة الشباب والرياضة التي لا زلنا ننتظر ما يفضي إليه التحقيق في التجاوزات المالية لبطولة الشان!! وما زلنا نقفل أفواهنا دهشة من التجاوزات المالية المليارية التي طفحت في أركان الوزارة وكشف عنها مؤخراً!!

خرج علينا الوزير الجديد صديق علي التوم بلجنة للدعم المالي هو رئيسها، يعني هو رئيس نفسه لا يحاسبه أحد ولا يراجعه أحد!! سمعتوا بي زي دا!! أنا شخصياً يطرشني!!

٭ كلمة عزيزة

.. عبر صديق مشترك وصلتني التحايا والإشادة من القلم الرائع والصحفي الرمز الأستاذ كمال طه الذي وعلى حد ما نقل لي أنه وصفني بالمرأة الحديدية، وبدوري أقول للأستاذ القامة كمال طه إنني أشكره على الإشادة التي جاءت من قامة نتوق ونتاوق للحاق بكسر من جزيل عطائها، أما حكاية المرأة الحديدية هذه فإن الحديد يا أستاذ كمال هو الشعب السوداني الذي نتكل عليه بضهرنا ونرمي عليه حمولنا ونحن واثقون أننا لن نميل أو نقع.

[/JUSTIFY]

عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]