جمال علي حسن

الوطني.. هل هي شروط مسبقة


[JUSTIFY]
الوطني.. هل هي شروط مسبقة

مثلما نستنكر تلويحات حزب الأمة بالتراجع عن موقفه بالقبول بالحوار بدون شروط مسبقة فإننا يجب أن نكون دقيقين ونستنكر على المؤتمر الوطني عدم توضيح معنى التصريحات الرسمية برفض الحكومة الانتقالية أو القومية.. هل هو رفض مبدئي وشرط مسبق للدخول في الحوار أم أنه رفض للإقرار بها قبل الدخول في الحوار؟ لأن موقف المؤتمر الوطني حول سقفه للحوار يجب أن يتم التعبير عنه داخل قاعة الحوار وليس قبل بدايته، والأمر يختلف لأنه لو عبر المؤتمر الوطني عن تمسكه برفض التنازل عن الجدول الزمني للانتخابات في الرد على مطالبته بذلك داخل قاعة الحوار فإن هذا يعتبر جزءا من المداولات في سياق الحوار نفسه، ولكن لو حدد المؤتمر الوطني هذا الموقف أو غيره رسميا كشرط من شروط الحوار فإن المؤتمر الوطني يكون قد وقع في خطأ كبير كونه يطلب من القوى السياسية عدم وضع شروط مسبقة ثم يأتي ويضع لنفسه شروطا مسبقة.
لذلك فإنني أكاد أتفهم موقف حزب الأمة الذي عبر عنه في بيانه الأخير والذي أشار إلى تصريحات لم يسمها لكنه وصفها بأنها سممت مناخ الحوار.
لا يجب أن يحدد الوطني أي شروط مسبقة للحوار لأنه يرفضها عند الآخرين وليتركوا كل شيء لوقته المناسب وهو طاولة الحوار فقط.
ونقول أيضا إن (جرجرة) وتطويل الوقت يتسبب في خلق مثل هذه الإشكالات ويدخل الأطراف في تفاصيل وتصريحات وبيانات تعيد تأزيم الحالة أكثر وأكثر..
أما بالنسبة لتصريحات الشعبي على لسان كمال عمر واشتراطه مشاركة الجبهة الثورية فإنها أيضا تندرج في خانة الشروط المسبقة التي ننبه لتجنبها طالما أن الشعبي نفسه له مبادرات لإقناع قوى التحالف بتغيير موقفها والتخلي عن شروطها المسبقة للموافقة على الاشتراك في الحوار..
كلها تعقيدات و(تلكينات) تؤزم المناخ وفعلا تسممه.
وفي اعتقادنا أن مناخ الحوار أصلا مسمم بتصعيدات دارفور وتصعيدات الجبهة الثورية وفشل جولة المفاوضات وحادثة جامعة الخرطوم وحملات الإنترنت والفيسبوك وغيرها..
غازات السموم مبثوثة من كل جانب تزيد ضيق التنفس وتلوث الجو.. والحق أن فرصة الحوار يمكن أن تكون فرصة ذهبية كما يصفون الفرص فهي فرصة غالية ويمكن الاستفادة منها وتطويرها وليس العكس.
التعقيد من كل الأطراف الحكومة أو المعارضة مرفوض؛ فالحكومة عليها أن تستوعب أن موافقة الأمة والشعبي لم تكن مواقف هينة وسهلة في مقابل الكم الهائل من النيران التي استقبلوها والانتقادات الحادة التي تلقوها من حلفائهم ودفعوها ثمنا لهذا الموقف الذي نعتبره نحن كمراقبين موقفا كبيرا سواء كان من الصادق أو الترابي..

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي