كاونتربنش … وسايكس بيكو … وهموم قديمة ..!
كاونتربنش … اسم مجلة أمريكية يسارية تصدر من بيتروليا في كالفورنيا وتشبه في توجهها اليسار الأوربي تماما والذي يتألق فيه النجم المعروف (جورج غالاوي) والذي زار السودان قبل فترة وتحدث عن أمور كثيرة في الاوضاع السياسية الراهنة ومنها حديثه عن التهمة الحقيقية للبشير التي حركت أوربا تجاه ما يسمى بـ (محكمة الجنايات الدولية) … قال التهمة الحقيقية هي التوجه الاقتصادي الاستقلالي والتحالف مع الصين في قضايا التنمية … وهذا النجاح السوداني يكرس لنموذج أفريقي وعالم ثالثي (خارج القبضة الأوربية) ..!
ولكن غالاوي تحدث عن سايكس بيكو الثانية والتي قسمت القارة الأفريقية (مقطوعيات) ولذلك لا تتدخل فرنسا في مناطق النفوذ الأمريكي ولا أمريكا في مناطق النفوذ الفرنسي … او الأوربي أو …
أجريت حوارا لصالح التلفزيون القومي مع غالاوي لمدة ساعة كاملة ولكنه لم ينشر ولم يترجم للعربية ولا أي شيء وأعتقد أن الشريط نفسه غير موجود حاليا لأنني كتبت من قبل عن هذا الأمر ولا حياة لمن تنادي … وفي ذلك التوقيت كان السفير عبد الله الأزرق في لندن وقد كان راعي ومخطط الزيارة … وحاليا صار وكيلا للخارجية والحوار لم ينشر ..! عزائي للازرق مجددا فقد راحت جهوده هباء منثورا (في الدنيا وليس في الآخرة إن شاء الله).
لو دعينا رئيس تحرير كاونتر بنش للسودان ربما يأتي وربما يتحدث عن سايكس بيكو بذات اللهجة وسيطلب التلفزيون حوارا معه وسيجد شخصا آخر يقوم بالمهمة ولكن مصير الحوار سيكون مجهولا والسبب معروف وهو أن الحوارات باللغة الإنجليزية يتيمة الأبوين بعد إنهاء القسم الإنجليزي. والإنهاء أسبابه معروفة ولا أجدني أحمل المدير محمد حاتم المسئولية الكاملة لأن الأمور ليست كلها بيده…. والرجل في وضع صعب وظروف صعبة.
موقع كاونتر بنش يصوب أصابع الإتهام مباشرة إلى أمريكا ومن داخل أمريكا ويقول إن الصراع في الجنوب مخطط له ومدعوم وممول من أمريكا بغرض إخراج الصين وتحطيم أحد نماذجها في التنمية.
وليس بعيدا عن الموقع ما نشرته لوس أنجلز تايمس وكتبنا عنه (جنوب السودان وقصة البلطجي) … وليس بعيدا مقالات الصدمة الأولى في نيويورك تايمس وواشنطون بوست التي دعت لوضع جنوب السودان تحت الوصاية علانية وبالإشارة ليكون آخر دولة استقلت وأول دولة استعمرت ويليه عدد آخر من الدول.
ويعود الاستعمار بوجه إنساني دولي جديد … ويعود رودرد كلبن بقصائده القديمة ومنها (عبء الرجل الأبيض) … عفوا لن يعود بذاته ولكن بروحه التي تحل في المنظمات والتي تتحدث عن مسئوليتها في إنقاذ الأفارقة …!
مرحبا سايكس بيكو … ووداعا القسم الإنجليزي في التلفزيون القومي … والتحية مجددا لمجهودات السفير الأزرق في زمان عبء الرجل الأبيض.
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني