من يقتل شبابنا؟

أكثر ما يخيفني ويطيِّر النوم من عيوني أن يزج بشبابنا في صراع سياسي عنيف يبعد عن روح الحوار بالقدر الذي يقترب فيه من زناد البندقية أو زناد الحريق، واخطر مافي خلاف السياسة الذي يديره الشباب أنه مدفوع غالباً بحماسهم الدافق مما يجعله اندفاعاً أكثر من اي وصف آخر أو أن خبرتهم القليلة قد تجعل طرق النقاش واستيعاب رأي الآخر تقصر للحد الذي يجعل من يخالفوهم الفكر والايدلوجية في نقطة العدو، وبالتالي تسكت لغة الفكرة والإقناع وتظهر لغة العكاكيز والحجارة والرصاص!! وما حدث قبل يومين في جامعة الخرطوم ليس الأول ولن يكون الأخير طالما أن هناك مظالم، وطالما أن هناك مناطق مهمشة، وطالما أن هناك فقر وحرب ونزوح!! لكن الاحتجاج عن ما هو مرفوض يصبح أيضاًَ مرفوضاً إذا خرج عن الحدود وأصبح مهدداً للأمن ومهدداً للاستقرار، بل ومهدداً لحياة الجماعة والفرد!! إن ما حدث في جامعة الخرطوم وقبلها في جامعات أخرى يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا نعيش على فوهة بركان «ثائر» والأزمة الحقيقية ليست في المطالب التي ترفعها الحركات المسلحة «لأنه الفيها مكفيها» الأزمة الحقيقية في الجيل الذي عايش وتأثر وتضرر من الحرب في دارفور، وهو بالتالي جيل ناقم وغاضب وسيكلوجيته ستكون ميالة للعنف طالما أنه لم يشاهد إلا مناظر القصف والدمار وقتل الأبرياء!! وبالتالي علينا أن نجد وبسرعة عاجلة حلاً لأزمة دارفور التي ستنتقل بلا شك تداعيات الحمى فيها الى سائر الجسد السوداني، ولن تكون أزمة معزولة ننعم فيها بصفاء اجواء الخرطوم، والواقع يقول إنها بهذا التطور ستجتاح مش الخرطوم بل واحدة من أهم قلاع علمها ونورها.. وأعني جامعة الخرطوم وما ماثلها من الجامعات!! بالمناسبة كثيرون أمس ظلوا يطرحون سؤالاً غير زي أهمية وهو كيف دخل السلاح الى جامعة الخرطوم لأن الإجابة عليه سهلة وممكن يدخل بأي حيطة أو صندوق عربية أو تحت ملابس اي شخص، لكن في رأيي أن السؤال الحقيقي لماذا أدخل السلاح الى الجامعة؟!! والإجابة عليه تؤكد أن ما قام كان ينوي بل هو خطط للعنف، وربما أنه خطط وبعناية لموت طالب داخل الحرم الجامعي لإثارة الرأي العام، وتحويل الحقيقة عن مسارها بأن يشار بأصبع الاتهام مباشرة للشرطة أو الأمن ومن ثم الحكومة.. والحقيقة ربما تكون أن الفاعل ضحى بأحد الشباب بطريقة رخيصة دون اعتبار لقدسية دمه المسلم، وقدسية سودانيته، وحرمة شبابه الغض ليخدم ملفات يحركها من أجل إسقاط نظام الخرطوم!! على فكرة ومن ما يقارب الاسبوع أتابع الرحلة الموفقة التي يقوم بها السيد نائب الرئيس الدكتور حسبو عبد الرحمن لولايات دارفور، والذي خاطب جماهير الولاية في أكثر من مدينة وأكثر من محلية، ومثل هذا التواجد لرجل في وزن نائب الرئيس لمنطقة يشيع البعض أنها ملتهبة يعني الكثير بحسابات السياسة وبالحسابات الأمنية، ولعل من أشعلوا النار في جامعة الخرطوم أرادوا أن يسددوا ضربة سريعة تقلل من أهمية ومكاسب إقامة نائب الرئيس في دارفور لأكثر من اسبوع!
٭ في كل الأحوال هذا الشعب فقد الكثير على طول الممارسة السياسية، وقائمة الفقد تشمل الأمن والاقتصاد والأرواح، وكله من تحت رأس السياسيين الذين لا يخجل بعضهم أن يفعل كما فعل أحد قادة حزب الأمة الذي سارع بمخاطبة المشيعين لطالب جامعة الخرطوم المغدور، بأن من قتلوه لا يستحقون إجابة دعوتهم للحوار، وهو بذلك يستبق التحقيقات الأمنية والعدلية ولبسها للحكومة طوالي «اللهم لا تؤاخذنا بما فعل الساسة فينا».
.. كلمة عزيزة:
٭ وبحكم قضائي يعتبر ياسر عرمان مطلوباً للعدالة لتنفيذ حكم الإعدام عليه بناء على حكم المحكمة في أحداث النيل الأزرق، غايتو لو بكره شفتكم بتفاوضوا فيه في اديس تكونوا بالغتوا!!
.. كلمة أعز:
٭ المبنى الذي احتل ساحة كافتريا النيل الأزرق ببحري بلافتة بنك الآن معروض للبيع؟! هو منو الذي اشتراه؟ومن بناه؟ ومنو الحيبيعو!!
[/SIZE][/JUSTIFY]
عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]

