نتائج التدخل … فرنسا في دائرة الخطر!
الدول الغربية ما زالت تتعامل مع إفريقيا بذات عقلية (التدافع نحو إفريقيا) وهذا المصطلح ظهر في الحقبة السابقة للاستعمار الأوربي للقارة حيث امتزج التدخل بمتناقضات كثيرة … التبشير والحرب … الاستيطان والإبادة الجماعية … الصراعات في أوربا والاتفاقيات حول قسمة النفوذ في أفريقيا.
ما يحدث حاليا لا يشبه فترة الاستعمار لأن فترة الاستعمار وإن كانت فيها البلدان الإفريقية بلا إرادة وطنية ولكنها كانت مستقرة ومنتجة. حاليا الفترة فترة (صراع مجهول العواقب).
فترة التدافع الجديدة فيها عوامل جديدة لم تحسب القوى الأوربية حسابها … وحالة أفريقيا الوسطى تؤكد هذا الأمر.
نشرت اللوموند الفرنسية تقريرا تؤكد فيه أن السلطات الأمنية الفرنسية تتعامل مع تهديدات جادة باغتيال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وذكرت الصحيفة أن القاعدة والجهاديين حرضوا أتباعهم في فرنسا على اغتيال الرئيس صراحة أو القيام بحملة من التفجيرات في العمق الفرنسي… وأن هذه التهديدات ليست فرقعة إعلامية.
السبب الأساسي للتعامل مع هذه التهديدات بجدية هو ما فعلته فرنسا في أفريقيا الوسطى من تدخل أرعن وغير مدروس … ولكن بعضهم يصر على أن فرنسا تدخلت وفق تخطيط ودراسة وتعمدت أن يتعرض المسلمون لهذه المجازر ثم جاء دور القوات الفرنسية وهو … إخلاء المدن والقرى من المسلمين وتهجيرهم تحت غطاء عريض وكبير وهو إنقاذهم من الإبادة الجماعية. ولذلك لم تتدخل القوات الفرنسية في مواجهة المليشيات المسيحية ولم (تهوب ناحيتها) … كل ما فعلته كما قالت اللوموند ذاتها قبل قرابة الأسبوع … نزلت للشوارع المجاورة وراقبت ما يحدث لأنها جاءت لإيقاف الصراع وليس لاتخاذ جانب في الصراع … ولكن في بداية تدخلها عندما كانت الكفة تميل لصالح الطرف الآخر … تدخلت وكانت طرفا في الصراع.
نتيجة التدخل الفرنسي … أنه لم يجلب الاستقرار والأمن لإفريقيا الوسطى ولكنه وضع فرنسا ذاتها في دائرة الخطر والتهديد.
الموقع الذي نشر التهديدات ضد فرانسوا هولاند والحكومة الفرنسية اسمه (المنبر الجهادي) … وحديثه وافق توقيتا سيئا لفرنسا لأن أياديها ملوثة بالدماء ولأن تورطها في أفريقيا الوسطى يدخل العناصر الجهادية الإفريقية في الصراع.
اللوموند قالت إن العناصر الجهادية في فرنسا هي التي ستقوم بالاعتداءات … كما يقول بعض المراقبين إن أحشاء فرنسا عامرة بالمهاجرين ذوي الأصول الإسلامية والذين يعيشون في فرنسا مواطنون ويتجولون فيها بحرية كاملة.
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني