دعوة للفشل!
حالة الإحباط، و«المنغصات» التي تحيط بالكاتب، تكون دائماً أكبر محفز له للإضراب عن الكتابة، لأن الطلقات التي تدوّي حول مراكز التركيز في العقل تشتته وتمزق أوصال الفكرة حتى إن نضجت وتكونت وحان قطافها.
«المنغصات» العامة، وحالة الإحباط الناتجة عن سياسات عامة، تطبقها الدولة أو غيرها، لن تكون دافعاً للإضراب عن الكتابة، بل على العكس من ذلك تكون دافعاً ومحفزاً لتناولها من خلال أعمدة الرأي وزوايا النقاش الصحفي، لكن المنغصات التي تجدها أمامك فجأة، من أصحاب التاريخ الطويل في الفشل، وأصحاب الخبرات المتكررة في ذات الدائرة لسنين عدداً. سيكونون هماً ثقيلاً يعيدك إلى وراء مربعات البداية، خاصة إذا ما أفتى أحدهم فيما يجهل.. وهذه هي مصيبة الكثير من مؤسساتنا، التي يفتي فيها من لا يعلمون بما لا يعلمون، فتخيّل كيف تكون النتائج!!
الفاشلون ينتشرون على أوسع نطاق، في كل الاتجاهات ـ أنظر حولك ـ ستجد أنهم يحاولون السباحة ضد تيار المنطق، لا يهمهم ـ كما يقول أحد أصدقائنا ـ إلا «خم القروش، وملء الكروش» وحصاد ما يزرع الغير، لذلك امتلأت السجون بالضحايا وعاث أصحاب الأقنعة «المبتسمة» في الأرض فساداً دون حساب أو عقاب أو وخز ضمير.
دوائر الفشل تتسع كلما حاول الجهلاء التدخل فيما يتطلب تدخل أهل الاختصاص، إن لم يكن العلماء والخبراء.
ودوائر الفشل تتسع كلما كانت عين الجاهل تنظر إلى مصالحه فقط دون مصالح الآخرين، الذين هم بذرة العمل ونواته وثمرته التي تمتد لها أيدٍ خفية تعمل على قطفها.
الخروج من دائرة الفشل سهل لمن لا يريد أن يكون أداة من أدوات المستغلين والجهلة، وأصحاب الأطماع.
الآن أنظر كم من قيادي خرج عن حزبه وجماعته، وكم من جماعة انشقت، وكم من فريق تبعثر أعضاؤه، وكم من منظمة تطاير مؤسسوها في كل الاتجاهات، ليس لسبب سوى الطمع، الذي «ودر وما جمع»، الطمع الذي سيطيح بمستقبل من يخططون للفشل، من خلال تخطيطهم لإبعاد الذين يصنعون النجاح، ويكتب الفصل الأخير لمسرحية ما كان يجب أن يلعبوا فيها دوراً على الإطلاق.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]