مصطفى أبو العزائم

محاولة اغتيال «كبر».. لم يكن رجماً بالغيب!


[JUSTIFY]
محاولة اغتيال «كبر».. لم يكن رجماً بالغيب!

ما حدث يوم السبت داخل مدينة «الكومة» من محاولة لاغتيال والي شمال دارفور، الأستاذ عثمان محمد يوسف كبر عند عودته من محلية «مليط» وفي معيته مدير شرطة الولاية، ومدير الأمن وعدد من المسؤولين، اعتبره – شخصياً- تطوراً جديداً في تأجيج نيران الصراع بإقليم دارفور عموماً، وفي ولاية شمال دارفور على وجه الخصوص.

ولو يذكر القارئ الكريم والمتابع لما نكتبه في هذه المساحة، فإننا حذرنا من خطورة ما يجري على أرض دارفور في ما نشرناه يوم الجمعة الماضي، أي قبيل محاولة الاغتيال بيوم واحد.

نعم حذرنا من ذلك وتوقعنا ما حدث، وإن لم نشر إلى الجاني والضحية صراحة، لكن اللبيب بالإشارة يفهم.. ولم تخب توقعاتنا التي لم تكن رجماً بالغيب، بقدر ما كانت قراءة متعمقة لواقع أصبح يعوم في بركة من الدماء، وتظلله سحب الخوف.

لم يكن ما توقعناه رجماً بالغيب، لكنه استنتاج لما يمكن أن يقع من أحداث، في ظل توترات لن تهدأ إلا باتخاذ قرارات سياسية حكيمة، تحيّد من هم في طريقهم الآن إلى التمرد من بين الزعامات القبلية ذات الوزن والثقل. قرارات تحفظ هيبة السلطة، وتحفظ ماء وجه الدولة أمام تفلتات وتجاوزات تخلخل ركائز الحكم في الولاية، وتعمل على هز صورة الوالي أمام المجتمع المحلي، وعلى مستوى المركز.

لا نريد التفصيل أكثر، فالصورة أكثر وضوحاً من أن نشرح أبعادها لكننا نتوقع – للأسف الشديد- الأسوأ خلال الأيام القادمة، وأرجو أن يسمح لنا قارئ هذه الزاوية، بإعادة نشر فقرة من مقال يوم الجمعة الماضية، الذي جاء بعنوان: «لجنة تحقيق»، فقد جاء في الفقرة قبل الأخيرة من ذلك المقال، ما نجعله فقرة أخيرة لهذا المقال، وقد ورد نصاً ما يلي:

دارفور الآن تتحول إلى مسرح للفوضى والدماء، ونخشى ما نخشى أن يتم «اصطياد» الرموز المحلية و «تصفيتها»، لا لهز صورة الدولة، أو التقليل من هيبتها فحسب، بل لتصفية حسابات شخصية وخاصة بين عدد من أطراف النزاع، بعيداً عن حقيقة الصراع وأبعاده البيئية والاقتصادية والقبلية والعرقية والتنموية والسياسية، ليدخل البعد الشخصي ضمن عوامل الصراع.

لابد من تدخل حكومي سياسي «حكيم» لنزع فتيل أزمة تعقبها أزمات، فهناك حركات مسلحة ترقب، وهناك قوى سياسية محلية تنتظر، وهناك أصحاب مصالح من دول الجوار في الإقليم يدسون أنوفهم في الشأن الدارفوري، وبعضهم يريد نقل صراعاته مع منافسيه وجيرانه إلى مسارح خارجية في دارفور، وربما في شرق السودان إن وجدوا إلى ذلك سبيلاً، هذا غير التهيؤ والاستعداد الأجنبي للتدخل.. وما «إمهال» الاتحاد الأفريقي لوفدي الحكومة وقطاع الشمال، إلا جزءاً من لعبة الأمم في السودان.

ومن خلال قراءة الفقرة الأخيرة يبدو جلياً أنها تشرح نفسها، ولا تحتاج إلى إيضاح، إذ أن أزمة دارفور تدخل مرحلة جديدة الآن، مرحلة سيواجه فيها السودان المزيد من الضغوط ويعاني فيها من الحصار الخانق طالما أن طريق الوصول إلى سلام شامل مع قطاع الشمال مازال متعرجاً.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]