أربعة في بروجرام واحد يا مفتري
تبارت الصحف وقنوات التلفزة والإذاعات لنشر خبر زواج رجل من جنوب إفريقيا بأربع نساء دفعة واحدة، في ليلة واحدة، ومن خلال حفل واحد.. وهناك من الرجال من قرأ الخبر وهتف: بختك يا عم.. مين زيك؟ رجل والرجال قليل.. وهناك من قال: نفسي في زوجة ثانية وليس ثالثة أو رابعة.. بس ربنا على المفترية! حكى لي صديق سوداني كيف أنه عاد من العمل مجهدا ذات يوم ورفض تناول الغداء واستلقى نائما.. ثم فوجئ بعد قليل بزوجته ترجه رجّا وتوقظه. فحسب أن أمراً جللا قد حدث وسألها منزعجا: شنو؟ خير إن شاء الله؟ فسألته بدورها: ما سر هذه الابتسامة؟ ابتسامة ماذا يا بنت الماذا؟ قالت له: ارتسمت في وجهك خلال نومك ابتسامة عريضة.. من هي هذه المفعوصة التي تنازلت عن الغداء لتبتسم في وجهها؟ صاح فيها: سيبيني في حالي يا مجنونة واتركيني أواصل النوم.. ولكنها قالت متوسلة: لن أزعل بس قل لي لمن كنت تبتسم.. فالابتسامة كانت مريبة ولا تكتسي وجه شخص مرهق.. هنا أدرك صاحبي أن مدام كوري جادة في سؤالها عن سبب ابتسامه وهو نائم فقال لها: حلمت بأنني كنت أمشي على شاطئ النيل ممسكا بيدك وأنت ترتدين فستانا أبيض يهفهف مع النسيم (هنا علت الابتسامة وجه الزوجة)، ثم واصل سرد وقائع الحلم: وفجأة جاءت جرادة وحطت رجليها فوق أنفك فصرختِ، ووقعت في الطين، مما جعلني أضحك وابتسم.. وبدورها صرخت الزوجة: واصل نومتك، إن شاء الله ما تنفعك!
نعم، كان ميلتون مبيهيلي رئيس المجلس المحلي في إنداكا بجنوب إفريقيا محل حسد الكثير من الرجال، بسبب زواجه الجماعي، وخاصة أن جميع صحف العالم تقريبا نشرت خبر زواجه وصوره وهو يقف أمام الكاميرات متوسطا أربع زوجات جديدات «من الوكالة».. ويدلي بتصريحات عن أن قراره بالزواج بأربعة في نفس اليوم والساعة والدقيقة، ناجم عن رغبته في تحصين نفسه ضد الفتنة والغواية، بمعنى أنه يريد منع عينه من الزوغان بالزواج بسرب من الحسان.. رغم ان تلك الزيجات كلفته مهرا يعادل 21000 دولار أمريكي وفوقها 32 بقرة.. كما أنه ذبح ثمانية من الثيران لإطعام ضيوفه (طبعا هذا غير تكاليف البصل والطماطم والرز والخبز والمشروبات).
وبعدها بأسبوع بحثت الصحف عن الفحل ميلتون ولكنه «فص ملح وداب»، لم يجدوا له أثرا.. سألوا الزوجات الأربع عنه فقالت الواحدة تلو الأخرى إنها لم تره منذ أيام.. لا تتعجل وتحسب ان الرجل اكتشف ان الزواج ب 4 في ليلة واحدة ورطة لا طاقة له بها، وتشكك من ثم في فحولته.. فكل ما هناك هو أن صاحبنا دخل المعمعة مع الشرطة والقضاء بعد ان اكتشف مسؤولو المنطقة أنه أنفق نحو 83 ألف دولار على جنازة المحافظ الراحل بهوملاني مبونقوز.. وهو مبلغ كان يكفي لنقل قلبين وثلاث «كلاوي» ورئتين وكبدين ومصارين طولها كيلومتر للمحافظ الراحل خلال فترة مرضه.. يعني ميلتون حول مأتم المحافظ إلى «فرح» شخصي.. يعني قول صرف على الجنازة والهيلمان نحو خمسة آلاف دولار، واستخدم باقي المبلغ المخصص لتشييع جثمان الراحل العزيز، ليسبب عقدة للرجال الذين يرغبون في «التعدد» ويعجزون عن ذلك بسبب العجز المالي أو العجز في الشجاعة.. بس مازلت عند رأيي بأنه لا يتزوج ب4 نساء إلا رجل شجاع وأعصابه من فولاذ.. أربع زوجات = يعني أربع حموات!!
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]