الطاهر ساتي
السياسة .. الحماس سابقاً ..!!
** هكذا حماس فرح الدور، شفاه الله ، حيث بلغ به مقاما قرر فيه بلاتفكير أن ينتحر ليؤكد ولاءه للرئيس والوطن ، والذين زاروه أشادوا بموقفه ، بل بعضهم تمنى أن يفعل في نفسه مثل ما فعله فرح الدور ، أو كما قال ، وطبعا فرح الدور لم يسألهم : ما المانع .؟ حيث الخناجر والسكاكين على قفا من تشيل في بيوت وأسواق الذين تمنوا فعل ما فعله ، أم أن شرط الفعل هو أن يتم ذلك أمام الرئيس ..؟..المهم ، لست بصدد التعليق عن فرح الدور وما فعله بنفسه ، شفاه الله .. فقط لمن يزره أن يخبره : بأن حياته خير للوطن وموته كان سيكون فقدا لمواطن شجاع وربما منتج ، وكذلك على الزائر أن يعلمه : بأن الحياة في سبيل الوطن لا تقل شجاعة عن الموت في سبيله ، ثم على الزائر أن يسأله : هل يستفيد الوطن والرئيس حين يتوسد فرح الدور لحد قبره أم حين يكون محاربا حيا وراعيا منتجا ..؟..ورغم أن قوانين السماء والأرض تمنع ماحدث ألا نكتفي بالإشارة ، ربما مايحدث في ساحة السياسة السودانية – منذ أسابيع – يسمى ماحدث لفرح الدور بالشروع في الإستشهاد وليس في الإنتحار .. مين عارف ، كل شي وارد مع زخم فتاوي اليومين ديل ..على كل ، كسبا للزمن ومساحة الزاوية اتجاوز هذا الفعل الخاص إلي حيث الأفعال العامة ، ولم ابدأ بذاك إلا لتكون مدخلا لتلك ..!!
** أي هناك أفعال في حياتنا العامة ، وهي ذات صلة بالعامة وقضاياها ، تشاهدها وتمر عليها سريعا ، ولكن حين تحدق فيها مليا تكتشف بأن فاعليها يفكرون ثم يقررون فعلها بذات طريقة فرح الدور، بيد أن طريقة تفكير فرح الدور تختلف عن طرائق تفكيرهم وتتفوق عليها بانها كادت تضر ذاتها فقط ، ولكن طرائق تفكير من أعنيهم تكاد تضر كل الوطن ، حاضرا ومستقبلا ..نعم ، هناك من يفكر في قضايا الوطن الكبرى وحلولها بالحماس السلبي فقط ، والحماس السلبي كما ظهر أعلاه يا صديقي القارئ هو : أن تطوع بنفسك وتختصر المسافة بينك وبين العدو ، بحيث لا تكبده حتى عناء السفر ووعثاء الطريق ورهق الرحلة لكي يصلك .. ثم الحماس السلبي هو كما ظهر أعلاه : أن لاتكلف عدوك حتى ثمن الرمح ، ولا لحظة التصويب والرمي ، ولا حتى مجرد التفكير فى قتلك ، لأن حياتك لن تنتظره حتى يفكر فيها عدوك.. أو هكذا الحماس السلبي ، وقد يبلغ مقاما يرغمك في البحث عن عدوك ، وحين لاتجده تتخذ من نفسك عدوا ، والعياذ بالله .. هذا النوع من الحماس ، يا قارئي العزيز ، لم ينفع الناس في زمان الداحس والغبراء ، ولهذا تجاوزوه في زمان الوعي هذا بنوع آخر من الحماس إسمه : السياسة ..نعم ، تهزم بالسياسة ما يعجز ألف جيش هزيمته بالحرب .. !!
إليكم – الصحافة الاربعاء 25/03/2009 .العدد 5654