حقوق الشواذ.. المعركة انتقلت من أوغندا إلى جنوب إفريقيا!

تم إطلاق حملة لدعم حقوق الشواذ في جنوب افريقيا من كيب تاون. الأمر الأكثر إثارة للجدل في الحملة هو دور رئيس أساقفة كيب تاون الذي انتقد حكومة جنوب إفريقيا لصمتها وخجلها تجاه ما يحدث ضد الشواذ جنسيا في أوغندا، وأعرب عن أسفه لخور الحكومة إزاء القمع ضد الشواذ جنسيا في أفريقيا بدلا من الدفاع عن حقوقهم مثل السود في ظل نظام الفصل العنصري (في اشارة منه الى معركة التحرر و الحقوق المدنية بقيادة نيلسون مانديلا وغيره في جنوب أفريقيا والتي انتهت بالانهيار الكامل للنظام الفصل العنصري في عام 1994).
رئيس الأساقفة ثابو ماكجوبا هو رئيس الكنيسة الانجليكانية في جنوب أفريقيا كلها، ويحتل أيضا موقع رئيس الأبطال المناضلين الـ 53 ضد ضد الفصل العنصري. لهذا السبب وحده، يمتلك الحق في أن يتكلم نيابة عن أبطال مكافحة الفصل العنصري والنشطاء الأكثر حداثة في مجال الحقوق المدنية. ولكن بالتأكيد هذه المقارنة ستفتح عليه بابا واسعا من الانتقادات.
كتب ثابو ماكجوبا مقالا في صحيفة سنداي حول هذه القضية، و حول رد فعل الحكومة في جنوب أفريقيا، وقال فيه: “رد فعل الحكومة كان مجرد تكرار الحقيقة وهي أن هذه الفظائع ترتكب في 38 دولة أخرى، رد الفعل هذا ليس ذريعة لتكتفي الحكومة بالهمس بل من المفترض أن تقف وتقود البلدان الأخرى لإظهار محنة أولئك الذين يعانون في ظل حكومات عازمة على أن تدوس حقوقهم” (ترجمة من الفرنسية)
ذكرت وكالة فرانس برس أيضا موقف لجنة حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا والتي أضافت أيضا انتقادات أخرى حول قضية مشابهة وقالت إن حكومة جنوب افريقيا ظلت صامتة بعد اعتماد قانون (معادٍ للمثليين) في نيجيريا وقد تسبب بالفعل هذا القانون في العشرات من الاعتقالات.
كتب ثابو ماكجوبا في مقاله:
“كما توقعنا الآخرين الوقوف ضد الفصل العنصري إلى جانبنا، يجب أن نبدأ دورنا في التضامن، يجب علينا أن نقف مع المظلومين بطريقة مماثلة. اضطهاد أي شخص، بما في ذلك الأقليات، هو خطأ”
لكن ثابو أضاف أن المسألة أوجدت توترا حتى داخل الكنيسة الانجليكانية في جنوب أفريقيا.
تعليقي : لا أعتقد أن جميع الكنائس الأخرى، و الكهنة و الأساقفة سوف يتخذون نفس موقف ثابو ماكجوبا لأن حقوق مثليي الشواذ إنما هي مسألة مثيرة للجدل حتى في الكنائس الأمريكية والأوروبية، ولكن أعتقد أن المناقشة التي ستبدأ في جنوب أفريقيا يكون واحدا من المراجع عن المسألة برمتها في أفريقيا، لأن النقاش سيعقد في مجتمع متحضر ديمقراطي. وهنالك تعبير حضاري وشجاع جدا للمحافظين.
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني