حيدر المكاشفي

حماية المستهلك .. غيرك كان أشطر

[JUSTIFY]
حماية المستهلك .. غيرك كان أشطر

الآثار الضارة لأبراج الاتصالات قضية قديمة متجددة لم تحسم بعد؛ فتحت الصحف من قبل ملفها مراراً وتكراراً وأجرت التحقيقات حولها وعرضت قضيتها كاملة؛ ولكن لم يتوفر حتى الآن صاحب قرار يفصل فيها رغم وضوح البيِّنات وجلاء التهمة؛ فحُفظت أوراق القضية وجفّت أقلام الصحف ونسى الناس أمرها؛ إلا أن جمعية حماية المستهلك تصر بندوتها المنعقدة اليوم حول الآثار السالبة لهذه الأبراج؛ على إعادة القضية إلى دائرة التعاطي ربما إبراءً لذمتها باعتبارها جهة اختصاص يؤرقها أن تظل هذه المشكلة بلا حل؛ وأن تظل هذه الأبراج معلّقة على رؤوس الناس.ومن جانبي وإبراءً لذمتي أيضاً في هذا الخصوص لابد لي من كليمة؛ أبدؤها أولاً بالتأكيد على أن لا أحد ضد التطور التكنولوجي واندياح خدمات الاتصالات؛ كما أؤكد على حق شركات الاتصالات في نشر خدماتها على أوسع نطاق؛ ومعلوم أن اتساع الخدمة يعني التوسع في نصب هذه الأبراج فكل هذا لا غبار عليه؛ ولكن الذي يثور حوله غبار كثيف هو المواصفات والمعايير التي يجب أن تكون عليها هذه الأبراج؛ وذلك من حيث الارتفاع والبعد عن الأماكن المأهولة بالسكان والمستشفيات والمدارس وبعدها عن بعض لضمان عدم تداخل الإشعاعات؛ وذلك للمحافظة على حياة الناس وصيانة البيئة من أضرار الموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر عن هذه الأبراج بما فيهم العاملون في مجال الخدمات الهاتفية والإذاعية والتلفزيونية؛ ومبلغ علمي أن هنالك مواصفات ومعايير دولية ل نصب آمن لهذه الأبراج لابد من مراعاتها بدقة…. من المعلوم أيضاً أن كثير من البحوث ومن بينها بحوث لمراكز ومعاهد متخصصة في مرض السرطان؛ اتفقت وأجمعت على تأكيد أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تنتجها أبراج الاتصالات؛ يمكن أن تتسبب في الاصابة بسرطان المخ ومشاكل عصبية أخرى؛ ورغم هذه الخطورة البائنة الا أن الملاحظ أن هنالك شركات تنصب هذه الابراج على أسطح المنازل أو داخل بعضها بموافقة أهلها بسبب حاجتهم للمال الذي يتم إغراؤهم به؛ مع العلم أن أقرب مسافة مسموح بها تتراوح ما بين 200 الى 300 متر وغالباً ما تلجأ هذه الشركات لنصب أبراجها في الأحياء الطرفية الهامشية؛ لمعرفتها بأن سكان هذه المناطق بسطاء لا يعرفون شيئاً عن خطورة هذه الأبراج؛ كما تعلم أنها يمكن أن تغريهم بالمال؛ وكمثال على ذلك هنالك عشرات الأبراج منصوبة وسط منازل عشرات الأحياء.. القضية إذن قديمة وليست وليدة ندوة اليوم؛ فقد أشبعتها الصحافة بحثاً وتنقيباً وتحقيقاً ومن قبلها وبعدها أهل الاختصاص بل تداولتها حتى المجالس التشريعية؛ ورغم كل هذا الجهد ما زالت محلك سر تراوح مكانها؛ ولعل ذلك هو ما يجعلنا نتساءل عن الذي يمكن أن تحققه جمعية حماية المستهلك من ندوتها المذكورة؛ نتمنى أن لا تنطبق عليها مقولة غيرك كان أشطر
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي