استثمار الغرف المغلقة!!

أمس الأول شاهدت عبر سهرة بثت من خلال فضائية النيل الأزرق احتفالية اقامتها مفوضية الاستثمار يبدو أنها على شرف عدد من المستثمرين العرب الذين لا ادري إن كانوا قد حضروا إلى السودان بسابق دعوة من وزارة الاستثمار «الما عارفة شنو فرقها» من مفوضية الاستثمار حتى تكون هناك جهتين مرة للاستثمار وكأن الاستثمار «مقطع بعضه في البلد دي» المهم لا ادري إن كان الحضور بدعوة أم أنه مبادرة شخصية منهم ورغبة في الاستثمار! لكن ما لفت نظري أن الحفل الذي أقيم على شرفهم والذي على ما يبدو أنه على مائدة عشاء كان في واحد من المطاعم أو الفنادق وفي صالة ضاقت سعتها بمن يجلسون فيها وطبعاً البرنامج كالعادة مكرر ومعروف دون أدنى ابتكار أو تحديث والقاسم المشترك فيه «فرقة البالمبو» وفنان انشغل الضيوف عنه بتناول العشاء مش لأنه لا يستحق الاستماع ولكن لأن الناس دي اساساً مودها وثقافتها وخلفيتها الغنائية لا تستوعب الفن السوداني!! وبالتالي هل كان الأفضل والأجدر بل والأنفع أن تكون هذه الدعوة على ضفاف النيل الخالد أو منطقة السبلوقة أو حتى في واحدة من ولايات السودان حيث يمتد النيل والليل والقمر لأن هؤلاء المستثمرين «ما طير» لا يقنعهم الحديث المرسوم على ورق ولا تحرك استثماراتهم الفنادق والمطاعم لكنهم يوزنون بميزان «البزنس» مشاهداتهم على أرض الواقع والواقع يقول إنه ما في زول برمي قروشه في بلد الاعلام يصورها بأن آمنها ناقص واقتصادها واقع وجنيهاتا تعبانة وقوانينها للاستثمارات تحتاج لمرونة ومراجعة المستثمر عايز يمشي على قدمين في ارض ممتدة بلا نهاية خصوبة وعذوبة والمستثمر عايز يشوف بعيونه ضمانات على الورق لماله الذي يبذله منتظراً الفائدة والربح!! لكن شنو يعني تجيبوا مستثمرين لتحبسوهم داخل صالة وشوية سلطات ولحم مشوي وفنان يصدح وانتم تهدمون مشروعكم الاستثماري بالضربة القاضية منذ أول لحظة يطأ فيها هذا المستثمر مطار الخرطوم «لانه ما نازل من السماء» ويجد المطار بحاله الذي نعرفه جميعاً ونشاهده مودعين أو مستقبلين أو مسافرين!! يا سادة ما تفعلونه عبث وضياع للوقت«تحللون» به رواتب تقبضونها لقاء عمل هو مجرد علاقات عامة يمكن أن يقوم بها ثلاثة أشخاص ليس أكثر..! مش وزارة مربوطة فيها ترلة مفوضية لبلد حدادي مدادي نجاح الاستثمار فيها ممكن يرقدنا قفا.. لكن وين؟ مع من يظنون أن اقناع المستثمر يتم عبر رقصة من البالمبو أو أغنية يغنيها مجذوب أونسة!!!

٭ كلمة عزيزة

جاء في الاخبار أمس أن (اتناشر) حزباً معارضاً قد وقعوا على اعلان اسموه «اعلان شمبات» والمضحك في الموضوع انه «اتناشر» حزب معارضاً.. ده غير من حملوا السلاح وغير من يمارسون سياسة (عصا مدفونة وعصا مرفوعة) «يعني معاكم معاكم وما معاكم معاكم» ديل كلهم ما قادرين يسقطوا حكومة يقودها حزب واحد والمضحك ثاني لمن تقع على قفاك أن هؤلاء بحزمة المعلم رهانهم فقط في توجيه الشعب السوداني للخروج للشارع «انتو الشارع ده ما بتعرفوه» أم أن هؤلاء ينتظرون أن يتلقى الشرفاء الطلقة الأولى وينطو فيها!! يا هؤلاء الشعب السوداني سيد نفسه يقرر متى يخرج.. ومتى ينتظر.. ومتى ينتصر!!

٭ كلمة أعز

جاء في صحف الأمس وعلى لسان وزير الدولة للدفاع الفريق الركن يحيى محمد خير أن الساعات القادمة ستشهد انتصارات كثيرة للقوات المسلحة وهي بالتأكيد انتصارات كبيرة للشعب السوداني هؤلاء هم حيلنا المشدود وجُمال شيلنا الذين لا يكلون ولا يملون يحملون أرواحهم على أياديهم فداءً للوطن العزيز في الوقت الذي يمنحوننا فيه الأخبار السعيدة يوشحونها بدماء الشهداء وتضحيات الجرحى يدافعون عن الكرامة والعزة دون انتظار لمقابل أو جزاء.