بــ(المقلوب) ..!!!!
*إذا كنت حريصاً على عدم إضاعة وقتك في ما ترى أنه غير مفيد فإيّاك أن تقرأ كلمتنا هذه (من فوق لتحت) ..
*إقرأها (من تحت لفوق) لأنّك ربما تفضل الاكتفاء بما هو (تحت) ..
*فهي قد كُتبت تحت تأثيربعض ما هو (مُشقلب!!) في زماننا هذا ..
*فإن أبيت فتوكل على (مثبِّت) القلوب واقرأ…
*إذا قرأت إعلاناً عن ندوة فيه عبارة (تحديات الراهن وآفاق المستقبل) فإياك أن تُقحم نفسك في تجربة مشابهة لتجربة كاتب هذه السطور ..
*فصاحب هذه الزاوية كان قد لبى – مجاملاً – دعوة لحضور منتدى ثقافي يناقش (مستقبل) الحراك الأدبي في ظل (تحديات الراهن !!) ببلادنا ..
*ولم ينقذه من الإحساس المؤلم بـ(البَلَه) إلا إعتراف (مثقف) له صباح اليوم التالي وقد كان متحدثاً رئيسياً بأنه هو نفسه (ما كان فاهم حاجة !!) ..
*وإذا كنت مغرماً بالفلسفة فإيّاك أن تقتني كتاباً اسمه (نقد العقل الخالص) للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط ..
* فكتاب هيغل الغامض المسمى (فلسفة الروح) هو قياساً إليه مجرد قصيدة مدرسية للأطفال من شاكلة (دجاجي يلقط الحبَّ !!) ..
* وإذا كنت معجباً بقلم الأديب عباس محمود العقاد فإيّاك ان تقرأ ما خطه بعنوان (الله)..
*فالله نفسه ـ جلّ جلاله ـ لم يخاطبنا عبر كتابه الكريم بمثل (الغموض!!) الذي حواه كتاب العقاد هذا ..
*وإذا كنت شغوفاً بالشعر فإيّاك أن تقرأ لمن يصفون أنفسهم هذه الأيام – بأنهم (حداثويون!!)..
*ففضلاً عن خلو قصائدهم من (حلاوة) الشعر وقافيته وأوزانه فهي تخلو- كذلك – من (المعنى!!) إلا أن تكون (مُحللاً نفسياً) من عيار سيغموند فرويد ..
*إذا كنت تريد أن تنعم بنوم هادئ فإياك أن تشاهد (عرض!!) العاشرة الإخباري بفضائية السودان..
*فأنت ستجد نفسك (تعرض) مُهلوِساً – بالمقلوب – مع (العارضين!!) عقب افتتاح كل (شفخانة) أو(مدرسة) أو (طلمبة مياه)..
*إذا كنت من الرجال الذين (تفتح) وعيُهم على الزمن (العِدِل) – في كل شئ – فإياك أن (تفتح) قلبك لواحدة من فتيات زمننا (المائل) هذا ..
*فإنك إن فعلت فقد تُرى هائماً على وجهك في محطة (شقلبان !!) ..
*إذا كنت صحفياً تفتقد (المحنة) – بفعل قسوة (الواقع !!) – فافعل ما فعله كاتب هذه الأحرف مشياً لأرض (المحنة) ولو كان ببلاغٍ من حكومتها ..
*فإن استجبت لنصيحتي هذه فسوف تدرك لِمَ مُنجبة (رواد الحنان) – الكاشف وعركي ورمضان ومحمد الأمين – قد جعلت شعار بوابتها (ابتسم فأنت في ود مدني!!) ..
*إذا كنت سارحاً – جراء (خفة الرأس) – مع شارع (الحرية) شمالاً فقد تجد نفسك في (السجانة!!) جنوباً عوضاً عن (الجمهورية) ..
* ثم لن يجديك نفعاً أن تتساءل صادقاً : (لم كلُ شئ صار “مُشقلباً” ؟!) ..
*وإذا كنت تحس – أخيراً – بـ(لفة رأس!!) جرَّاء قراءتك كلمتنا هذه فإيّاك أن تلوم إلا نفسك..
*فقد نصحناك بأن تقرأها بـ(المقلوب) اتساقاً مع (راهننا !!!!!!) .
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة