مصطفى أبو العزائم

بين العبقرية والذكاء


[JUSTIFY]
بين العبقرية والذكاء

غابت زاوية الجمعة لأسباب خارجة عن اليد، بعد أن كتبت ما أريد تحت العنوان أعلاه، وعندما أكملت ما كتبته وشرعت في الإرسال، فوجئت بمن يحاول اختراق بريدي الإلكتروني، و أخذت أقاوم ذلك لفترة، إذ أن قراصنة الإنترنت أصبحوا يهددون مشتركي هذه الخدمة من خلال استغلال البريد الإلكتروني في التعدي على المعلومات الخاصة والشخصية وتوجيه الإساءات للغير باسم صاحب البريد الإلكتروني. وقد حدث لي ذلك من قبل، الأمر الذي اضطررت معه إلى تغيير «الإيميل» وشرح ما حدث للذين أتعامل معهم عن طريق البريد الإلكتروني، ويبدو أن هذا ما سوف يحدث إن لم استطع خلال هذا اليوم وغداً فك مداخل البريد الإلكتروني من قبضة الذين حاولوا التعدي عليه، وقد شرعت في ذلك بالفعل اعتباراً من مساء يوم أمس الأول بعد أن «طارت» رسالتي التي احتوت على زاويتي اليومية، وقد أبلغت زملائي في الصحيفة باستلامها لكنها لم تصل حتى لحظة كتابتي لهذه المادة الجديدة المبنية على ما سبق أن كتبته من قبل.

قطعاً القرصنة الإلكترونية وغير الإلكترونية غير محبذة، وهي سرقة و تعدٍ على الخصوصية وانتحال لصفة الغير وفيها إشانة لسمعة المشترك إن أطلق المعتدون على المواقع وصناديق البريد الإلكترونية سهام بذاءاتهم على الغير. وكنت قد كتبت المادة الضائعة في الفضاء الإسفيري من داخل فندق ماريوت كورت يارد بمدينة الكويت التي وصلت إليها والزميل الأستاذ شوقي عبدالعظيم صباح أمس الأول الخميس، بعد رحلة طويلة بدأت من الخرطوم مساء الخميس توقفنا خلالها بمدينة دبي التي قضينا الليل في أحد فنادقها لنواصل الرحلة صباح اليوم التالي إلى الكويت ضمن مجموعة الصحفيين المشاركين في تغطية أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين على مستوى القادة من ملوك وأمراء ورؤساء، والتي تبدأ أعمالها يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين بقصر بيان في العاصمة الكويت، وتسبق قمة القادة عدة أنشطة بدأت يوم أمس الجمعة بافتتاح وختام اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، ثم اجتماعات المجلس الاقتصادي و الاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري اليوم السبت، غير الأنشطة الثقافية والتراثية التي أعدت للصحفيين المشاركين في تغطية أعمال القمة.

صباح الجمعة وصل الأستاذ أحمد البلال الطيب على ذات خط شركة الطيران التي أقلتنا إلى الكويت وعلى ذات الطريق الجوي بفارق أربع وعشرين ساعة، إذ أن ارتباطاته في الخرطوم لم تمكنه من القيام معنا في ذات الرحلة وذات التوقيت.

أما بخصوص العنوان أعلاه فقد كان عنواناً لمادة كان من المفترض أن تنشر يوم أمس الجمعة لولا الهجوم الإلكتروني الذي تعرضنا له ولا زلنا نقاومه، وقد كان محتوى المادة عن العبقرية والذكاء في العمل الصحفي بعد أن بدأنا نقاشاً حول هذا الأمر يوم الثلاثاء الماضي بعد أن شاركنا في ملتقى ضم مجموعة من الصحفيين والكتاب ورؤساء التحرير وخبراء ومختصين في الطفولة، وعدنا في سيارة واحدة مع الأستاذين ضياء الدين بلال ومحمد عبدالقادر، وذلك عندما قال الأخير إن الفنان الشعبي الكبير كمال ترباس سجل لهم زيارة في صحيفة الأهرام اليوم، وقال ضمن ما قال إن أول عمل غنائي له تم تسجيله له في الإذاعة كان من كلمات أستاذنا وأستاذ الأجيال الراحل المقيم حسن ساتي أحد أعلام الصحافة السودانية الكبار، وقد أمنت على حديث الفنان ترباس بأن ذكرت لهم الأغنية ومطلعها وبعض الأبيات منها التي تتضمن إشارة واضحة لاسم ملهمة الشاعر، تحدثنا عن الصحفيين الذين يتمتعون بعدة ملكات إبداعية، وأجمعوا على أن أستاذنا فضل الله محمد هو احد أولئك الكبار، لكنني مع ذلك ذكرت للزميلين العزيزين أنه ليس بالضرورة أن يكون الصحفي مبدعاً في غير مهنته وإن كان ذلك سيضيف إليه الكثير وإلا فإنه سيكون كالمنبت لا أرضاً قطع ولا خيلاً أبقى، لأنه لن يضع له موقعاً متقدماً في بلاط صاحبة الجلالة ولا آخر في دنيا الفنون والغناء أو الشعر.

الصحفي الذكي مطلوب، لأنه سيطور أداءه الشخصي ويرفع من قدر نفسه وسط زملائه وعند قرائه، أما الصحفي العبقري فسوف يعمل على تطوير المهنة ورفع قدرات زملائه إن قيض الله سبحانه وتعالى له أن يتولى موقعاً قيادياً في الصحيفة. فالذكاء مهارات عقلية لحل ما يمكن أن يواجه الشخص في أسرع وقت، بينما العبقرية هي القدرة على الاكتشاف والتجويد وعدم الاستسلام للفشل في الوصول إلى نتائج مرجوة، وتصبح العبقرية بذلك عملاً مستمراً بلا انقطاع، بحيث تشكل المثابرة تسعة وتسعين بالمائة منها، بينما يشكل الوحي أو الإلهام نسبة الواحد بالمائة المتبقية.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]