قليل من كثير!!
جاء في الأخبار أن السيدة وزيرة الاتصالات تهاني عبد الله قد طالبت باستعمال «الواتساب بأدب» ولعل حديث الاستاذة تهاني قد جاء مبنياً على ملاحظاتها الشخصية من خلال نظرتها اليومية للمتعاملين بالواتساب أو غيره من وسائل الاتصال أو لعلها طالبت بما طالبت وهي الاستاذة الجامعية و قد وصلت إلى قناعة علمية أن استخدام الواتساب ما عاد في أمور مهمة لتبادل منافع ثقافية أو ادبية أو وجهات نظر علمية بل اصبح مجرد دردشات فاضية شغلت الوقت المليان.. ودعوني من مطالبة الأخت تهاني بتوخي الأدب في استعمال الواتساب أقول إن كثيراً من قيمنا قلّ فيها الأدب أو لعلها فقدته تماماً ومؤكداً أن هذا التقهقر في قيمة الأدب لم يحدث من فراغ بقدر ما أنه نتيجة لعوامل كثيرة مؤثرة لكن ذات العوامل إن كانت اقتصادية أو سياسية ليست جديدة علينا صحيح هي ليست بذات «العصف» وذات التأثير لكنها إطلاقاً في وقتها لم تصيب المجتمع في مقتل كما يحدث الآن وخلوني أضرب مثلاً بعلاقة الأشقاء في المنزل وبعضاً من البيوت السودانية أدعو الله ألا تكون هي النسبة العظمى أصبح فيها صاحب الرأي والشورة والآمر الناهي.. ليس صاحب العقل والرزانة والحكمة بقدر ما أنه صاحب المال والدخل الكبير!! حتى لو كان صغيرالسن قليل التجربة «أهوج» الأفكار لكن «أدب المال» فرض سطوته وأطاح بقيم ما كنا نتخيل أن تقل أو تتزحزح، حاجة ثانية دعوني أحكيها عن طريق المقارنة وصديق أخبرني أنه حتى بلغ الأربعين من عمره حيث تزوج وأنجب ما كان أحد من أهل بيته أو اشقائه يعلم أنه يدخن وأنه مرة اضطر أن يبلع «السيجارة مولعة» عندما سمع صوت شقيقه الكبير يقترب من المكان الذي كان يجلس فيه!! وتعالوا شوفوا الليلة وصلنا لي وين من الأدب «والشافع» عادي ماسك سجارته..! وواقف قدام باب البيت لا يهمه أب أو أم أو أخ كبير ده اذا ما كان «يخمس» مع أحدهم وعينك يا تاجر لتضيع واحدة من لبنات الأدب ممكن ينهار ما فوقها من بناء ده كلو كوم لكنني استحي واخجل واتصبب عرقاً لأب أو أم أو ولي أمر يترك ابنته تتبختر بزي فاضح في مناسبة من المناسبات..! وكأن من تستعرض في تفاصيل جسدها لا تعنيه في شيء ومنتظر أن يغض الآخر طرفه من باب الأدب الذي يحتاجه هو ومن تعنيه قبل الآخرين.
للأسف نحن فقدنا في كثير من تفاصيلنا الحياتية حتى أدب الحوار.. وبقى ما في زول عنده كبير، ولا استاذ ولا مربي..! بعضنا وأكرر بعضنا وأرجو ألا تكون نسبة كبيرة ما عاد يعترف بتجارب من سبقوه.. ومن الآخر كدا «ما عندو شيء لزول» فضاعت قيم أن تنتقل التجارب من جيل لجيل يغرس من خلالها القيم والمفاهيم وحتى المباديء!! فأصبحنا بلا مرجعية ولا أرضية!! ولعله من أقبح وأسوأ أنواع قلة الأدب هي تلك التي يمارسها بعض الساسة وأدب السياسة إن جاز التعبير في أن تدير معاركك السياسية من أجل آخرين هم قواعدك وجماهيرك التي قدمتك لتتحدث باسمها وتطالب بمطالبها لكن تكون قلة أدب وقلة ذوق أن تجعل من هذه الجماهير مطية لتحقيق أهداف شخصية أو مكاسب مدفوعة الثمن.. عموماً الأدب مطلوب بالقدر الذي نطالب فيه بالصدق والشفافية وجمال الدواخل.. والأمم تبدأ حضارتها من كلمة آسف وشكراً التي هي أقيم من حقول النفط ومناجم الذهب.
٭ كلمة عزيزة
في هجوم عاصف شن الاستاذ علي محمود حسنين هجوماً على مكونات وفصائل المعارضة بالخارج واتهمها بتلقي دعم مالي أنصب في مصالح شخصية بل وهدد بعقد مؤتمر صحفي يكشف فيه عن حجم التمويل الذي يقدم لبعض الفصائل.. تخيلوا أن هؤلاء من يوعدون الشعب السوداني بالخلاص والنعيم إن اسقطوا حكم الانقاذ «يا آخي إتلهوا»!!
٭ كلمة أعز
الدكتور حسبو أحمد عبد الرحمن نائب الرئيس يقوم بحراك مهم وكبير يستحق عليه التحية اعاد من خلاله للمنصب الرفيع أهميته وحيويته!!
[/JUSTIFY]عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]