سعد الدين إبراهيم

ماناله(نايل) منا


[JUSTIFY]
ماناله(نايل) منا

_ قرأت هجوماً ضارياً من قبل الناقد خالد الوزير في آخر لحظة ولأم

مزمل في حكايات.. على كل كاتب كتب رأيه في تجربة المغني (نايل) الذي يغني بالانجليزية.. ولم يعجبه أن يغني بالانجليزية وساءهم أن لايهتم بالتراث السوداني ويعرضه.. وهو رأي متوقع وبديهي.. وبالتالي الذين رأوا في مساهمته إضافة للإبداع السوداني فهذا من حقهم أيضاً.. حقيقة إن الأجدى في مثل هذه المسابقات أن يقدم المشارك تراث بلاده وألحانها.. فإذا لم يفعل ذلك فلا نلومه بحكم إن هذا الغناء برع فيه (نايل) وحقق مجداً..

_ ثم ماحكاية نعرة الوقوف مع الشباب لأنهم شباب وإتهام كل من ينتقد تجربة شبابية بأنه ضد الجديد حتى أصبح ذلك الرأي تكاة للهابطين والهابطات يدافعون عن هبوطهم بحجة استهداف الشباب..

_ بل إن الشباب أولى بالمتابعة والنقد لأنهم في بداياتهم ولن يتطوروا في أي مجال إلا عبر النقد البناء وتعويدهم على النقد الذاتي.. وغني عن البيان إن الغناء الأمريكي المعاصر قائم على التراث الأفريقي بل إن المغني الراحل (بوب مارلي) وجد شهرته بعد أن أستلهم التجارب الغنائية الأفريقية وتحديداً الإيقاعات الأثيوبية.. أو إنه بجانب ذلك قدم تراث أمريكا اللاتينية الموسيقي فبهر العالم..!!

_ الطيب صالح رغم تأثره بالرواية الإنجليزية إلا أنه قدم تجربة محلية قُحة استخدم فيها العامية السودانية، وليس ثمة من يغالط في سودانية شخصيات مثل الزين والحنين وبندر شاه وبت مجذوب.. هب أن الطيب صالح كتب باللغة الإنجليزية قصصاً متأثرة بتلك البيئة هل كان سيجد هذا القبول العالمي.. إن عالمية الطيب صالح

اتكأت على إيغاله في المحلية..

_ لجنة التحكيم المأخوذة بالتجربة الغربية أولت إهتماماً للمغني نايل لأنه يتغنى بالإنجليزية وما كانت تحتفي به لو غنى أغنية سودانية وربما سخرت منه.. مع إن فناناً مثل سبت عثمان أو ود البدري أو ذكريات ولولي لو كانوا اسهموا بإغنياتهم التراثية وباللهجات المحلية لما وجدوا تجاوباً من اللجنة..

_ جميع المتحدثين تحدثوا عن لغة الموسيقى العالمية إذن فطريقة التصويت عنصرية ولاتشبه أممية وعالمية الموسيقى.. ماذا يعني أن أصوت لمغنٍ أو راقص لأنه ينتمي إلى بلدي، وأن لا أصوت لمغني أكثر إبداعاً منه لأنه لا ينتمي إلى بلدي..؟

_ الرأي هنا فني بحت.. والتصويت لدعم إبن بلدي غير مطلوباً هنا.. المطلوب أن نصوت للأكثر إبداعاً..

_ أعتقد مثلاً إن الفنانة آمال النور تستطيع تقديم الأغنية اللبنانية والشامية عموماً بجدارة فهل يتيح ذلك لها شهرة أكثر.. كذلك يمكن أن تنجح الفنانة منال بدر الدين حسب صوتها تستطيع أداء الاغنيات الشرقية.. فهل ذلك يعلي من قيمتها فنياً.. ربما يصقل ذلك تجربتها لكنه لايمثل إضافة تذكر..!!

_ ومع ذلك أنا لست ضد تجربة الفنان (نايل) فقد احتطب في غابة يعرف شعابها، واجتهد في تقديم الأغنيات الغربية.. وهذا يحسب له لا عليه.. لكن علينا أن لا نكمم الأفواه ونتهم من نادى لسودانية مساهمته بأنه ضد الشباب، ونسخر منه على هذا النحو .

_ عموماً في الفن وحده إذا وصفت الجميل بأنه قبيح.. لا يصبح قبيحاً بل يصبح ذوقك هو الفاسد .
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]