الطاهر ساتي

إنها السياسة .. يا ..( زول يا طيب ) ..!!


[ALIGN=CENTER]إنها السياسة .. يا ..( زول يا طيب ) ..!! [/ALIGN] ** نعم ، هي كذلك .. وأعني السياسة وعالمها الملئ بغرائب الأشياء .. عالم يظهر خلاف مايبطن ، وكذلك يبطن خلاف ما يظهر ..وعليه ، فالتقارير التي تشير بأن شاحنات بشرق البلد تعرضت إلى غارات أجنبية قبل شهرين ، ما هذه التقارير إلا قرية صغيرة في عالم السياسة الذي يظهر خلاف ما يبطن ..وغافل من يصدق الحدث كما جاء فى التقارير، دون التحديق إلى ما وراء الحدث ، وطبعا وراء الحدث لم و..لن يرد فى ( أي تقرير ).. !!
** الحدث العسكري أظهره مبروك مبارك سليم ، وزير الدولة بالنقل ، إلى سطح الأحداث بشكل لافت لأنظار الكل ..لماذا وزير الدولة بالنقل هو المتحدث ببعض تفاصيل الحدث ، وليس وزير الدفاع أوالداخلية أومدير الأمن والمخابرات أو الناطق الرسمي باسم الجيش..؟..بالتأكيد المعلومات التي بثها مبروك ، أضعافها عند مؤسسات أخرى ، هى الأقرب للحدث بالرصد والمتابعة وربما بالتنسيق ، ولكن تحدث مبروك بالمعلومات ، واكتفت تلك المؤسسات بالصمت ، بلا نفي أو تأكيد ، لماذا ..؟..لمعرفة بعض الإجابة وليس كلها ، فلنعد قراءة أهم ما تحدث به مبروك ..!!
** قال نصا : هما في الأصل حادثتان ، الأولى في 27 يناير، والثانية في 11 فبراير، في منطقة جبل صلاح قرب الحدود السودانية المصرية ، عدد القتلى 800 ، بينهم إريتريون وصوماليون وسودانيون، وعدد القتلى السودانيين بـ200 سوداني .. هكذا تحدث ، ولكن الأهم : تنظيم الأسود الحرة مشغول الآن برعاية نحو 200 أرملة وأكثر من 600 طفل في شرق السودان، خلفهم قصف القافلتين بقتل أولياء أمورهم .. وعليه ، باعترافه فإن أمر بعض القتلى أو كلهم يهم مبروك سليم شخصيا وتنظيميا ، ولذا هو مشغول برعاية أراملهم وأطفالهم ، ولو لم يكن الأمر كذلك لتحدث والي الولاية بذاك الحديث ، فامر الرعاية يجب أن يهمه أيضا .. علما بأن الوالى لم يتحدث مطلقا ، وكأن الحدث لم يحدث في ولايته ..ضع هنا إستفهاما ..!!
** ثم أقرأ هذا ، على لسان مبروك : الموضوع يعرفه أي شخص.. لقد صدق مبروك إلى حد ما ، فالحدث كان همسا مسموعا فى مجالس الصحافة والسياسة ، ثم صار جهرا فى نهاية فبراير الفائت ، وأشارت اليه بوضوح إحدى صحف الخرطوم ، وكتب بعض تفاصيله الأستاذ إسحق أحمد فضل الله ، ولكن أمام رفض من يهمهم الامر الحديث الجهير صمتت الصحف أيضا ، ولصمتها تبرير قد لايعرفه كل القراء ، ولكن بعضهم ثم الصحفيين هم من يسطلون بنار التبرير.. المهم ، الهمس بالحدث بدأ مبكرا هنا ، قبل التقارير الاخيرة بشهر تقريبا ، ولهذا قال مبروك : الموضوع يعرفه أي شخص ، ولكن لماذا لم يذهب مبروك إلى الفضائيات قبل شهرين ، كما يفعل اليوم ..؟..قف عند هذا الاستفهام ..ثم إقرأ التالى على لسان نجم الحدث أيضا : القافلتان لا تحملان السلاح ، مخصصتان لتهريب البشر إلى مصر ومنها إلى أوروبا ..وعليه ، هل أخطأت الغارة وجهاتها – التى لا أظن ان كلها أجنبية – بسوء التقدير والمعلومة ، كما فى مصنع الشفاء سابقا ..؟.. أى ، هل إكتشفت تلك الجهات خطأ فعلها ، ووجدت المحمول بشرا وليس سلاحا ، فلاذت بالصمت والنفي و (التلميح الخجول ) ..؟.. وذلك حتى ( إكتمال التحرى والتحقيق ) ، أو كما قالت الخرطوم ..؟..( إكتمال التحرى والتحقيق ) فى عالم السياسة هو المعروف شعبيا بـ : دفن الليل أب كراعا برة .. يا أهلي الغبش ..!!
** المهم ، ماحدث في يناير وفبراير لم يكن بعيدا عن سمع الخرطوم ، كما قال الناطق الرسمي باسم الجيش .. الخرطوم وسياستها ليست بساذجة لكى تنتظر تقارير صحفية تخبرها بالغارة ومخلفاتها ..أو هكذا يظن البعض الغافل .. والغافل من لايعلم بأن الخرطوم على توافق تام وتواثق كامل مع عواصم أخرى فى مجال مكافحة الارهاب .. ولا أنا غلطان ..؟.. ربما مبروك سليم لا يعلم ذلك ، ولذلك يتحدث وحده ويغضب وحده ويبكي وحده ويرعى الأرامل والأطفال وحده ..قلبي معك ، فقط قل لمن أمره يهمك فى تلك البوادي الوعرة بأن : يتوخى الحيطة والحذر فى عمليات التهريب الحدودية ، فالمصالح السياسية الاستراتيجية – يا أخوى – لم تعد تفرق بين تهريب البشر والسلاح من تهريب البن الحبشي والسكر السعودي ..أنصحهم هكذا ، وإذا سألت نفسك : لماذا تنفي أمريكا ..؟.. أسألها أيضا : لماذا لم تؤكد الخرطوم ..؟.. وإذا لم تجد الإجابة هنا وهناك ، إنتظر معنا لحين (إكتمال التحرى والتحقيق ) ..ما أحنا ناس طيبين أوي .. !!
إليكم – الصحافة السبت 28/03/2009 .العدد 5657