آمَنْ !
جاء في زاوية الأستاذ الطيب مصطفى بصحيفته الجديدة «الصيحة» يوم الاثنين الماضي ما يلي:
«أقول مقسماً عليها أن أفريقيا كانت خلال العشرين عاماً الماضية أكثر أهمية للسودان من الدول العربية والجامعة العربية لما لها من تأثير هائل على أمننا القومي وعافيتنا و سيادتنا».
حقيقة من الأمور المحيرة لدى السودانيين أنهم يعطون ظهورهم لأفريقيا، على أحسن حال يحبون الغناء الحبشي خاصة أن تغنوا بأغنية سودانيه حتى لو بعربي مكسر وينظرون بإعجاب إلى أمجاد «مريم ماكيبا» ويقدرون مساهمة «سنغور» في الأدب والسياسة.. هذا في كل الشأن الثقافي.. أما الشؤون الأخرى فنحن نغلق أبوابنا أمام أفريقيا.. وانتقلت إلينا النظرة الدونية للأفارقة من العرب غالباً.. وهذا إن دل إنما يدل على اختلال الوجدان الحضاري فمثل مصر تماماً تساقينا مياه النيل مع دول أفريقية كثيرة.. وتساقينا الحضارة الواحدة أيضاً.. الشكل الفطري الطبيعي ولا أقول البدائي الذي درج عليه الأفارقة جعلنا نحس بفروق حضارية كبرى.. لكن الزمن تكفل برتق كل ذلك.. وعادت أفريقيا تعكس نظرية الحتمية الجغرافية تماماً فيكون الجنوب في أفريقيا أكثر تقدماً ونهضة من الشمال «جنوب افريقيا، مصر».. الطريف أن العرب ذاتهم يصنفوننا أقرب إلى الأفارقة.. وقد يسألك مثقف عربي بكل بساطة وأنت تحاوره بالعربية: انتو بتتكلموا عربي.. بصورة أخرى ما شاء الله انكم تتكلمون العربيه جيداً.
– صحيح أن البعض يغالون في أفريقيتهم ويعتبرونها نرجسية حضارية، وبالمقابل هنالك من يتبرأون من الأفريقية حتى لو تمثلت في لهجة غير عربية.. بعض «الرطانة» يحملون على كاهلهم عبء الدونية لأنهم أصحاب لهجات وما دروا أنها ميزة.. في الوضع السياسي الراهن نجد أن الدعم الأفريقي والوساطة الأفريقية لحل مشاكلنا هي الأكثر حماساً.. وإن عجزت فتدخلت قوى «البغي والعدوان» قالوا انها تابعة للغرب وإنها بمثابة ذيله..
إننا نعرف كثيراً عن الكتاب والمفكرين العرب، إلى أي حد نعرف كتاب أفارقة؟.. وحاجز اللغة كسرته حركة الترجمة النشطة الدؤوبة.. حتى في كرة القدم لانستجلب مدربين أفارقة رغم حسن سيرتهم «مدرب المنتخب النيجيري وهو نيجيرى مثلاً انتصر على العرب رغم خيباتهم المتراكمة تدريباً واحترافاً في اللعبة.. منذ زمن اعتبرنا بعض الساسة والمتنفذين في مصر منفى يسفر إليه المشاغب سياسياً والنماذج كثيرة.. بل حين يقول لك الواحد منهم «اوديك طوكر» فهذا منتهى العذاب كأن طوكر الواق الواق..
فى روايتها حجول الشوك تناولت الكاتبة السودانية القديره «بثينة خضر مكي» مشكلة فتاة سودانية تدرس فى الخليج وتعتز بشجرة نسبها التي تلصقها بجد عربي مقدس لكنها عندهم وجدت لقباً مشيناً فظلت حائرة بين أن تكون عبدة عربية أو سيدة أفريقية.. أخشى أن تكون المعادلة شاملة لنا جميعاً.. عندئذ سنختار.. أن نكون سادة أفارقة ولن نكون مثل الفتاة السودانية المشروخة.. جميل جداً أن يعترف سدنة العروبة في السودان بأهمية أفريقيتنا !! خاصة والهوية أحد أركان «الوثبة» الأربعة !
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]