عبد اللطيف البوني

امسك عندك اتنين فرح


[JUSTIFY]
امسك عندك اتنين فرح

يقولون: أنتم تنظرون دوما للجزء الفارغ من الكوب ولكن نحن بدورنا نتساءل أين هو الكوب؟ لقد خشينا والله العظيم من أن ينطبق علينا قول الشاعر (والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً) لذلك حاولنا تصيد الأفراح مهما كان مصدرها ولكن ما أن نقترب منها حتى تتحول هي الأخرى الى أحزان كما قال الدوش (ساحات لفرح نور وجمل للحزن ممشى) ولكن بطريقة اليوم خمر وغد أمر يمكننا أن نتصيد اليوم فرحين أطلتا في سمائنا قبل أن تتحولا الى غم لأن شقي الحال يلقى العضمة في الفشفاش.
الأول ما يقدمه فريق الهلال هذه الأيام من عروض في الساحة الافريقية فحتى هذه اللحظة لعب ثلاث مباريات مع فريقين افريقيين ولم ينهزم فيها وأغلب الظن أنه سوف يصعد الى دور الثمانية ولكن قل لي ياصاح هل يمكن أن نتفاءل بأنه سوف يفوز بالكأس؟ أكثر الأهلة فرحا هذه الأيام ليس على استعداد للتفكير في أمر الكأس. عليه عندما يخرج الهلال من الأدوار القادمة سيكون وقع الخروج صعبا لأنه كلما صعدت الى أعلى سيكون السقوط داويا وصعبا ومدمرا. عليه ونحن في قمة أفراحنا نجد في دواخلنا تنمو بذرة الحزن وهكذا دوما شقي الحال يلقى العضمة في الفشفاش.
أما الفرح الثاني فهذه المرة قدم من الجزيرة التي كفنها ودفنها الناس من زمن ولعل المفارقة أن مصدر الفرح قادم من محصول القمح الذي بدأ موسمه بأكبر ضجة إعلامية حول تقاويه الفاسدة نعم كانت التقاوي فاسدة لأنها تأخرت عن موسم 2012 /2013 ولم تخزن ثم لم تعفر بصورة صحيحة فكان هناك ضعفا في الإنبات فتمت المعالجة بمضاعفة الجرعة؛ أي أعطي الفدان مائة كيلو بدلا عن خمسين فتقلصت المساحة من سبعين الف فدان الى اثنين ثلاثين ألف فدان ثم استعدلت في الإنبات وفي الثمرة فحققت إنتاجية عالية جدا ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون الحال لو أن هذه التقاوي زرعت في الموسم السابق او حتى لو خزنت بصورة صحيحة وزرعت بها سبعين ألف فدان؟ شقي الحال يلقى العضمة في الفشفاش.
بالإضافة لما زرع بالتقاوي (الفاسدة) تحركت الإدارة وأحضرت تقاوي أخرى وزرعت بها مساحة لا بأس بها ثم كانت هناك مؤسسة الجزيرة للتمويل الأصغر وهذه بالتعاون مع هيئة البحوث الزراعية استنبطت تقاوي وزرعت حوالي عشرة أفدنة ثم هناك كثير من المزارعين زرعوا بالتمويل الذاتي والحمد لله كلها نجحت ووصلت إنتاجية الفدان حتى الآن عشرة جوالات في المتوسط والتكلفة خمسة فقط والتمويل الأصغر مرشح أن يكون متوسطه أكثر. إن شاء الله لنا عودة.
لاشك أن هناك عوامل عدة تضافرت على نجاح موسم القمح, ري وحزم تقنية وإرشاد ولكن أحد المزارعين قال إن أحد المزارعين أضاف سببا غريبا هو زراعة الكسبرة الى جانب القمح فقد قتلت الدودة التي تصيب القمح بالعسلة (هذه ملاحظة مهداة لهيئة البحوث الزراعية التي تسعى للمكافحة البايولوجية عوضا عن الكيمائية ) لنا عودة إن شاء الله للحتة دي.
اتحاد المزارعين قال إنه يريد عشرة جنيهات على كل فدان (أها الهمبتة بدأت) غدا سيطلع علينا من يقول إن توطين القمح في الجزيرة مضيعة للوقت والأموال. مؤسسة التمويل الأصغر سوف تطرد من المشروع لأنها نجحت وهكذا شقي الحال يلقى العضمة في الفشفاش. إن شاء الله ابقوا معنا يمكن نقول المثل داك.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]