حيدر المكاشفي

مسامرات الجمعة – الرئيس الذى جمع بين كسير التلج والسخرية

[JUSTIFY]
مسامرات الجمعة – الرئيس الذى جمع بين كسير التلج والسخرية

يقال عن خرتشوف بلغة شباب اليوم؛ قبل أن يصبح رئيساً على روسيا؛ أنه كان أكبر مكسِّر تلج للرئيس ستالين وظل يمدحه حتى مفارقته سدة الرئاسة بموته؛ ثم انقلب عليه بعد ذلك وقلب له ظهر المجن؛ وأصبح يقدح في سيرته ويهجوه بمناسبة وبدون مناسبة؛ والحقيقة أن خرتشوف في هذه الصفة المداهنة ليس الا مثالاً لآخرين كثر من رجال حول الرئيس لن تكون بالضرورة بلادنا خلواً من عينتهم؛ وعلاوة على ذلك اشتهر خرتشوف أيضاً بأنه صاحب طرفة حاضرة وعبارة لاذعة وساخرة؛ ويبدو أن مظهر الرجل بقامته القصيرة وجسده البدين؛ كان له أثراً إضافياً في إضفاء المزيد من الدراماتيكية على مواقفه وتصرفاته وتعليقاته الساخرة واللاذعة… كان نيكيتا خرتشوف هو أول من استن طريقة الاحتجاج والتعبير عن الغضب باستخدام الحذاء؛ وقد استبق في ذلك الصحافي العراقي منتصر الزيدي بزمان طويل؛ ففي أحد اجتماعات الأمم المتحدة التي يحضرها الرؤساء وكانت حينها الأجواء والمناخات الدولية متوترة جداً؛ خاصة بين أميركا وروسيا من جهة؛ وبين روسيا وبلدان عدة من جهة أخرى؛ في ذاك الاجتماع إنهالت الانتقادات والهجومات على الروس وكان أصخبها ذاك الذي شنّه الرئيس الفلبيني وكان الحنق والغضب لحظتها قد بلغ بخرتشوف مبلغاً أطاش صوابه فما كان منه إلا أن خلع حذاءه وبدأ يطرق به على المنضدة أمامه حتى كلَّ متنه ولما كلَّ متنه وضع الحذاء على المنضدة أمامه تحسباً واستعداداً لرد أي هجوم قادم… في زيارة للرئيس الفرنسي جورج بومبيدو للاتحاد السوفيتي كان ضمن برنامجه زيارة أحد المعامل وبرفقته خرتشوف؛ وفي المعمل لاحظ بومبيدو أن كل الطاقم العامل بالمعمل من النساء فعلّق على ذلك بقوله يبدو إن وضع المرأة هنا في غاية السوء بحيث أنها لا تستطيع العيش بدون أن تبذل الجهد والعرق متمنياً للمرأة السوفيتية أن تحصل على وضع أفضل يضعها في مصاف مثيلاتها في الغرب؛ التقط قفاز الحديث خرتشوف وقال أشكر الزميل الفرنسي على تمنياته للمرأة السوفيتية ولكني أقول له إن المرأة التي تنال طعامها بعرق جبينها أفضل ألف مرة من المرأة التي تنال طعامها من عرق أفخاذها… ويروى عنه في زيارة له لأميركا أنه داعب مضيفه الرئيس الأميركي كيندي بجلافة واستهتار وذلك عندما أبدى له الرئيس الأميركي رغبته في تبادل العلاقات الطيبة مع بلاده؛ بعد أن ركّز خرتشوف نظره على جاكلين زوجة كيندي وكانت آية في الجمال والرشاقة على خلاف زوجته القصيرة البدينة مثله؛ قال رداً على رغبة كيندي؛ على أن نتبادل الزوجات أيضاً… في زيارة لخرتشوف لإحدى المزارع التي تختص بتربية الأبقار؛ لاحظ أن مديرة المزرعة تتمتع بصدر ناهد وكبير؛ فترك المزرعة وما فيها من مشاكل وعراقيل ليعلّق قائلاً الآن اكتشفنا أين يذهب حليب البقر.. وغير ذلك الكثير من المفارقات والطرائف والتعليقات والردود اللاذعة التي اشتهر بها خرتشوف لا يسعها المجال هنا؛ فتعليقاته اللاذعة جاهزة لأي موقف أو حديث لا يعجبه وكأنه من أهلنا الرباطاب الذين اشتهروا بسرعة البديهة والتعليقات الساخرة…
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي