ظاهرة صوتية ..!!!
*صدق من قال إنّ العرب هم مثل الذي جعلناه عنواناً لكلمتنا هذه..
*ونعني بذلك عرب أيامنا هذي…
*ويكفي أن تتابع حلقة واحدة من برنامج (الإتجاه المعاكس) بقناة “الجزيرة” لتستوثق من كلامنا هذا ..
* هم ظاهرة (أحمد سعيدية!!) و (صحّافية) و (عطوانية) …
*فأحمد سعيد جعل إذاعة صوت العرب (تصوّت) حتى طغى صياحها على هدير طائرات إسرائيل وهي تعبر الأجواء
المصرية لتضرب طائرات النظام الناصري وهي رابضة على الأرض..
*فقد كانت اسماً على مُسمى إذاعة (صوت!!) العرب….
*ووزير إعلام النظام البعثي الصدامي محمد سعيد الصحّاف لم يدّخر (صوتاً!!) في محاربة (العلوج) و (الطراطير) و (مغول العصر) إلى أن سقطت بغداد، فانقطع (الصوت!!) ..
*والإعلامي (العروبي) عبد الباري عطوان هو أعلى (المصوّتين!!) صوتاً الآن شتماً لإسرائيل ..
*ومن مختلف أرجاء الوطن العربي تنطلق (أصوات!!) مماثلة تنذر إسرائيل بالويل والثبور وعظائم الأمور..
*كلهم (يصوّتون) مبشرين إسرائيل بهزيمة ساحقة..
*طيب؛ كيف تُهزم إسرائيل هذه بـ (الزعيق!!)؟!!..
*لا أحد يجيب ، ولا أحد يدري …….
*هم فقط يصيحون……
*والذي يجرؤ على طرح مثل التساؤل هذا تطاله فوراً (سياط) الـ (أصوات!!)..
*فهو إما خائن، أوهو عميل، أوهو مأجور، أو قابض للـ (شيكل) واليورو و (الدولار)..
*يعني إما أن (يزعّق) الواحد مع (المزعقين) وإما أن (يخرس خالص)..
*ولكن من يريد تغليب (صوت) المنطق والعقل والحكمة على (أصوات) الهياج والحماس والانفعال فهو ضد (القضية!!)..
* و ( يا دي القضية !! ) التي لا تريد أن تنتهي ؛ حرباً أو سلماً …….
* القضية هذه التي ظلّ العرب يحاربون من أجلها ستين عاماً بكل ما أُوتيت حناجرهم من قوة على إخراج (الأصوات!!) وهم ينهزمون..
*والمرة الوحيدة التي انتصر فيها العرب على إسرائيل كانت حين آثر السادات العمل في (صمت!!) من أجل المعركة..
*وحين حققت مصر للعرب انتصارهم (اليتيم!!) على إسرائيل ـ كيما يكون السلام من منطلق عِزّة ـ تعالى ضدها (الصياح!!) وصماً لها بخيانة (القضية) ..
*ثم لا أحد من الصائحين هؤلاء يحارب إسرائيل إلا من وراء المايكروفونات، أو على صفحات الصحف، أو عبر المسيرات والمظاهرات..
*صدّقوني ؛ لا أحد من أصحاب الحلاقيم الكبيرة (المصوِّتة) يتمنى أن يتحقق الذي (يتصايح) به هذا..
* أي يتمنى مواجهة إسرائيل …….
*ولا حتى قادة حماس الذين حين جاءت إسرائيل (لحد عندهم!!) – قبل أعوام – كتبت على جُدر منازلهم الخاوية ( حضرنا ولم نجدكم ) ..
*فعرب اليوم هم محض ظاهرة صوتية….
*وتبعهم في ذلك – بغباء عجيب – (المستعربون !!) ….
* بل إن المستعربين هؤلاء هم (أشد ضجيجاً!!) بدافع من إحساس لا شعوري بعقدة النقص (الانتمائي!!) ربما ..
*هم أعلى (صوتاً) من سعيد والصحاف وعطوان …
*وعندنا هنا في السودان (يصوتون!!) – نواحاً- على ضحايا غزة ولا يُسمع لهم (صوتٌ) إزاء ضحايا دارفور..
*و(المصيبة)- بعد ذلك كله – أن (أصواتنا) هذه غير مُعترفٍ بها (عربياً!!) ..
*(يعني) حتى شرف الإنضمام لمنظومة (الظاهرة الصوتية) هذه لا نستحقه !!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة