عبد الجليل سليمان

أخبار أرسين لوبين ولاّ أخبار السياسيين

[JUSTIFY]
أخبار أرسين لوبين ولاّ أخبار السياسيين

أخبار السياسيين تصيبك بالتوتر والدوار، لا ترى أنك تجني فائدة عندما يخبرك أحدهم أن الوزير الفلاني افتتح (مجمعاً للعيادات) في قيعة (سكانية) نبتت في ذيل فيل، أو المعتمد العلاني شهد مبارة لكرة القدم بين فريق النسور الكاسرة والوحوش الضارية، أو أن مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية أعلن عن بدء الترشح لنيل أوسمة وجوائز ونياشين وأنواط لأفضل الأعمال الصحفية خلال (السنة الفلانية)، في ذات الوقت الذي يحدد للصحفي العبارات والكلمات التي ينبغي عليه استخدامها في حالات محددة.

إذاً، أنت تكره كل الأخبار الصادرة عن جهات رسمية، لأنها في الغالب (غير حقيقة)، زائفة بطريقة ما، و متيبسة، لا (تنبلع)، كشوكة حوت. ولأنك كذلك، فمن الأفضل أن أن تشتري (ثُمن صحيفة)، لتقرأ صفحة صفحتين، في دقائق معدودات، ثم تستخدمه (الثُمن) مفرشاً للزلابية.

عنّت ليّ فكرة، ليست عبقرية بالتأكيد، لكنها جديرة بالتأمل، وهي أن لا تلتفت الصحف لأخبار السياسيين والمؤسسات التنفيذية وعلى رأسها الوزارات والولايات والمحليات، وأن تقاطعها تماماً، وتتجه إلى المجتمع، إلى الأحياء والأرياف والأسواق، وتوثق للحياة، للشوارع التي نمشي في (مناكبها) وللمهن التي نأكل من رزقها، وللرياضة والغناء والمسرح مصادر ترفيهنا- و للأطفال والنساء والعجزة والمسنين والطلاب، و للمبدعين، والمخترعين والباحثين، والمتسولين، وفاقدي السند، وذوي الإعاقة، والمرضى، وأبناء السبيل، والنازحين، واللاجئين، والجاليات الأجنبية، والمجتمعات المحلية، و…. ما لا حصر لها من المواد الصحفيّة الممتعة، والحميمية والقريبة من وجدان الناس ونبض المجمتع.

هذا كله إلى جانب الأخبار الطريفة، التي تزيل بعض بؤس صباحات الخرطوم ونهاراتها القائظة ولياليها الكالحة (القمطريرة)، أخبار تجعل يومك أفضل، كذاك الذي جاء به الزميل (ياسر مبارك) إلى عدد أمس من (حكايات)، إذ تسوّر لصوص منزل نائب برلماني (نائم)، وبعد فشلهم في الاستيلاء على مقتنياته التي يبدو أنها كانت في حرز أمين، قرروا مداهمة المطبخ فقضوا على محتويات الثلاجة من الأطعمة.

وفي حالة العدم، (عدم مثل هذه الأخبار الطريفة محلياً)، فعليك تسوّر الإنترنت، وفتح ثلاجته الملأى بما لذ وطاب من أخبار، كهذا الذي بين يدي الآن، إذ أن لص سعودي تسلل منتصف الليل إلى استراحة في مدينة حائل، وأثناء بحثه عن الأشياء الثمينة وجد مظروفاً به مبلغ من المال، مكتوب عليه ” ما جمعته لعلاج أم محمد”. فأبدى اللص تعاطفه مع المرأة، وتبرع لها ما بقي من مرتبه، وكتب على الظرف بلهجته البسيطة “الله يهديكم بكيتوني وخسرتوني.. معي ثمانمية ريال، وثلاثمية لطشتها، أبغى أتصدق فيها” وأوضح صاحب الاستراحة لصحيفة “الوئام” أنه وأفراد عائلته يبحثون على اللص لمكافأته على شهامته وطيبة قلبه.

غايتو حرامية لحرامية يفرقوا، فعليكم باللصوص الظرفاء، فهل بينكم (أرسين لوبين) أيها القراء؟

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي