مصطفى أبو العزائم

ضربة البداية.. في وجه الإعلام


[JUSTIFY]
ضربة البداية.. في وجه الإعلام

عندما غنى الفنان الطيب عبد الله (مسكينة المحبة) بلحنها الشجي، وقال بعبارات الأسى المنغومة: (والله مسكينة المحبة.. بتمشي لي ناس ما بتقدّر)، ناطقاً بقلب شاعرها المرهف الصادق الياس بأدئاً بـ(راح زمان كان ليك مكانة، وكنت أقرب مني ليا)… ولا نكمل الباقي.

عندما تغنى الطيب بتلك الكلمات كأنما كان يصور قبل أربعين عاماً حال العلاقة الآنية الماثلة بين الحكومة وأجهزة الإعلام والصحافة.

الحكومة كانت تسعى وراء الصحافة والإعلام لتنقل الوسائط المختلفة أنشطتها وملاحمها وغزواتها، وكذلك كانت الأحزاب المعارضة أو الحركات المتمردة، لكن هذه الأحزاب وتلك الحركات أضحت هي ذاتها (مردوفة) وراء ظهر الحكومة في حصان السلطة.

نقول بصراحة أكثر حتى تتضح الصورة، إن الحكومة التي رتبت مع دولة تشاد للقاء أم جرس الثاني، أشركت كل من له علاقة بالموضوع في تقديرات القائمين بأمر تنظيم ذلك الملتقى، لكنها أو لكنهم استبعدوا الصحافة والإعلام، لأن تفكيرهم (الصائب) هداهم إلى أن (الجماعة ديل) – أي الصحافة والإعلام – لن يحتفظوا بسر، وسيشوّهون بـ(النقل الخطأ) مجريات ونتائج ملتقى أم جرس الثاني.

لذلك لم يتم دعوة أي صحفي للمشاركة في تغطية أعمال الملتقى، واكتفى المنظمون بدعوة ممثلي الأجهزة الحكومية، لينقلوا ما يملى عليهم، ولم يشفع له قربهم ونسبهم الحكومي، حيث أعدت لهم خيمة بعيدة تماماً عن مقر التفاوض والتفاهم والحوار.

مسكينة الحكومة التي تعتمد على أصحاب رؤى قاصرة، وأفكار قديمة لم تعرف حتى الآن ونحن في الألفية الثالثة أن أول خط للتغيير هو (الإعلام) بكل مكوناته ووسائطه وكوادره وأجهزته المختلفة.. الإعلام هو الذي يمهد الطريق ويشكل الرأي العام ويصبح وسيلة ضغط على الذين ينحرفون عن جادة الطريق.. والحق.

ظن العباقرة أن الصحافة والإعلام لن تفعل أكثر من تعطيل مسيرة السلام، في حين أن التاريخ يشهد بأن الصحافة والإعلام كانا داعية السلام الأول والمسوقين له، وقدّما الكثير في سبيل ذلك.

وحسب البعض أن الصحفيين والإعلاميين سيشوهون الحدث بالنقل الخاطيء لما يجري هناك في (أم جرس) التشادية، لكنهم نسوا أن كثيرين من داخل الملتقى يتواصلون مع الصحافة والإعلام، ويروجون لما يعضد وجهة نظرهم ويروج لأفكارهم، في حين أن الصحفيين والإعلاميين كانوا سيطرحون كل وجهات النظر ويضعونها أمام الرأي العام.

لقد أضروا بنا وبأنفسهم.. وبكل البلد لأن مناقشة السلام لا تحتمل الخفاء والسرية.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]