مصطفى أبو العزائم

أنت حُر ..


[JUSTIFY]
أنت حُر ..

«أنت» التي بدأنا بها هذه الزاوية اليوم، هي ضمير مخاطب للمفرد الذكر والأنثى معاً، لكننا نخاطب بها فئة الشباب الخريجين في ولاية الخرطوم.. لماذا؟

شباب الخرطوم من الخريجين الآن له كامل الحرية في اختيار العمل الحر الذي يريد من خلال مشروعات تشغيل الخريجين والشباب، وتنمية الصناعات الصغيرة، والأعمال والتوسع الزراعي والحيواني، القائم على التمويل الأصغر الذي تقدمه عدة مصارف ومؤسسات عاملة في هذا المجال.

ليس أفضل للشباب ولأي شخص من أن يكون «حر نفسه» كما نقول في مجالسنا، حيث يكون فضاء الأمل مفتوحاً أمامه، ليحقق النجاح تلو النجاح، لا توصده لوائح خدمة عامة، أو يمنعه المرور عبره قيد حكومي أو خاص.

مناسبة «الشباب الحر» و«العمل الحر» اجتماع التأم أمس بقاعة اجتماعات مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم، شاركت فيه بصفتي عضواً باللجنة العليا الإشرافية لمهرجان التشغيل الثالث، وهي لجنة يرعاها الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم الذي قاد الاجتماع الأول، ويرأسها المهندس صديق محمد علي الشيخ، نائب والي الخرطوم، وتضم الدكتورة أمل البكري البيلي، وزير التنمية الاجتماعية، رئيساً مناوباً، وضمت اللجنة وزراء وخبراء ومختصين ومعتمدين، وعدداً من أهل الصحافة والإعلام، شارك منهم الأساتذة عثمان ميرغني، وعابد سيد أحمد، وكاتب هذه الزاوية وغاب اثنان واحد بسبب السفر خارج السودان والثاني بسبب مشاركته في اجتماع آخر تزامن انعقاده مع موعد انعقاد اجتماع اللجنة العليا الأول.

حرصت على المشاركة لاهتمامي بأمر الشباب، وارتباطي بكثير من قضاياهم، إضافة إلى الهم الاجتماعي والوطني العام، بمشكلة البطالة، التي تقول بعض التقارير إن نسبتها في حدود «17%» لكن الواقع يشير إلى أكثر من «25%» حيث تقاس نسبة البطالة بعدد الذين تقدموا للوظائف العامة من الخريجين مقارنة بعدد الذين حصلوا على وظائف.. وليس في هذا القياس دقة نبني عليها تحديد النسبة، إذ أن عدداً كبيراً من الخريجين لا يقدم للوظائف العامة، وبعضهم هاجر وآخرون يضربون في الآفاق بحثاً عن الرزق خارج دوائر الحكومة، وفي مناطق التعدين، أو ممارسة أي نشاط اقتصادي لا ترصده دفاتر الحكومة ولا مؤسساتها.

الخرطوم الولاية تستعد لتوفير مائة ألف فرصة عمل من خلال الاقتصاد الأخضر، وتعمل على أن يساهم الشباب في زيادة الإنتاج وتوسيع دائرته والمساهمة في إحلال الواردات وزيادة الصادرات وتحقيق الأمن الغذائي، وتقويم السياسات والتشريعات وصولاً إلى إيجاد بيئة صديقة لعملاء التمويل الأصغر.

كثير من أحلام الشباب ستتحقق بالانخراط في مثل هذه المشروعات، وقد ظللت أردد دائماً أمام أبنائي وغيرهم من الشباب، أنني لم أعمل في الحكومة قط، وحتى فترتي التي عملت فيها معلماً، وكانت لمدة عام واحد، عملت فيها بالمدارس الخاصة.

الخرطوم الولاية، وبقيادة الدكتور عبد الرحمن الخضر تخطط لأن توفر بالفعل مائة ألف فرصة عمل، وتقدم بياناً بالعمل من خلال مهرجان التشغيل الثالث يوم السبت القادم، الذي تستمر فعالياته لأسابيع، تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية.

الاجتماع الأول كان فرصة طيبة لتقديم مسارات تنفيذ الخطط لبلوغ الأهداف، وكان فرصة لعصف ذهني ولّد أفكاراً براقة، تفتح أبواب العمل واسعة أمام كل شاب وشابة من أصحاب الطموح والرغبة في الاستقلالية، وتدفعنا لحثه على ذلك بأن نقول له ما جعلناه عنواناً لمادتنا هذي: «أنت حر».[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]