زهير السراج

الفتاوى.. من الجانب الآخر


[ALIGN=CENTER]الفتاوى.. من الجانب الآخر!! [/ALIGN] * تناول الباشمهندس عثمان ميرغنى فى حديثه أمس الفتاوى الدينية التى يتفضل بها بعض العلماء الاجلاء حول بعض الامور التى هى من صميم اختصاص جماعات وجهات أخرى، وألمح الى الفتوى الاخيرة حول سفر السيد الرئيس الى الدوحة، وأجدنى متفقا معه فى ما ذهب إليه!
* ولكننى سأتناول الموضوع من جانب آخر .. من جانب الشخص او الجهة التى تصدر إليها الفتوى ، وسأعطى هنا كمثال.. الدولة (بالمفهوم السياسى) التى اختصها العلماء الاجلاء بفتواهم الاخيرة حول أمر هو من صميم عمل أجهزتها المختصة، سواء السيادية او السياسية أو الامنية….. إلخ!
* هل امتثلت الدولة الى هذه الفتوى ، وصدر قرارها بعدم سفر السيد الرئيس الى الدوحة بناء على قرار العلماء الاجلاء ، أم كان للدولة قرار آخر استند على تقديرات وترتيبات وحيثيات أخرى؟!
* الاجابة معروفة بالطبع ، فالسيد الرئيس سافر الى الدوحة وشارك فى أعمال القمة العربية ، وجعل لها بريقا ، ولكن الاهم من ذلك هو الرسالة الواضحة التى أرسلها للجميع بالداخل والخارج بأن قرار الدولة في ما يختص بأمور السيادة والسياسة والاعمال الحكومية الاخرى بيد الدولة، وهى التى تصدره، وليس مجموعة حى (كوبر) او أسرة السيد الرئيس او مجموعات المعتصمين او هيئة العلماء الاجلاء او الصحافة، مع احترامنا وتقديرنا لكل هؤلاء والدوافع النبيلة التى حدت بهم الى اسداء النصح للسيد الرئيس بعدم السفر!!
* اذا كانت هذه الجماعات التى نكن لها كل الاحترام والتوقير، هى التى تصدر القرار فما معنى وجود الاجهزة الكثيرة والمتنوعة للدولة التى تنفق عليها الدولة الاموال الطائلة؟!
* أول الدروس المستفادة من سفر السيد الرئيس هو ان قرار الدولة بيد الدولة ، ثم تأتى بعد ذلك المكاسب الاخرى التى تحققت من السفر .
* تخيلوا ماذا كان سيحدث لو امتثلت الدولة لفتوى العلماء الاجلاء او للعواطف النبيلة ، ولم يسافر السيد الرئيس الى الدوحة ؟!
* ما من شك ان هيبة الدولة كانت ستتأثر كثيرا ، ان لم تهتز بشكل كبير وتضعف فى نظر الكثيرين !!
* بالاضافة الى ذلك فإن ما لجأ اليه البعض من وسائل تناقلتها كل أجهزة الاعلام فى الداخل والخارج لإثناء السيد الرئيس عن السفر الى الخارج ، سواء كانت فتوى أو غيرها، كان من الممكن ان يكون لها خطورة حقيقية على السيد الرئيس وليس العكس، لانه كان سيسافر حتى لو ثبتت للجهات المختصة خطورة السفر ، لكى لا يعتقد الناس انه لم يسافر امتثالا لرأى البعض، ومعروف عن السيد الرئيس جرأته واقدامه ، وبالتالى فمن الافضل فى هذه الحالات ان نترك أجهزة الدولة تعمل فى هدوء بعيدا عن المؤثرات الخارجية لاتخاذ القرار الصحيح الذى يكون قابلا للتنفيذ وغير قابل للتأويل!!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1216 2009-04-1