مصطفى أبو العزائم

القيامة الآن..


[JUSTIFY]
القيامة الآن..

لا أشك مطلقاً في أن نهاية الكون أضحت وشيكة، فقد اقتربت الساعة وانشق القمر، وتجاوزنا مرحلة ظهور العلامات الصغرى، لندخل في مرحلة العلامات الكبرى، ولم يبقَ لنا إلا انتظار الدابة والمسيح الدجال، وهو كما نعلم جميعاً شخصية بالغة القوة يثير الفتنة ويغوي الناس باتباعه ويغطي الحق بالباطل، وهناك زعامات تقود الناس إلى التهلكة بزعم أنها قيادات دول عظمى ـ والعظمة لله تعالى ـ تعطي وتمنع، تكافيء وتثيب وتتوعد وتعاقب، يحسبون أن في يمناهم الجنة، وفي يسراهم النار.

نهاية الكون أضحت قريبة لمخالفة بعض البشر للشرائع ونظم الطبيعة، وقد أصبح مسموحاً للمثليين والشواذ بالزواج رسمياً وفق القانون في بريطانيا، وشاهد الملايين قبل يومين في أنحاء العالم المختلفة، المقابلة التي أجراها المذيع المشهور «مات لور» في برنامجه عالي المشاهدة «تو داي» ـ اليوم ـ على شبكة إن بي سي التلفزيونية، مع المغني البريطاني «التون جون»، والتي أعلن فيها الأخير ـ خيّبه الله ـ أنه سيتزوج شريكه منذ سنوات «ديفيد فورنيش» بعد صدور القانون الذي يسمح بزواج المثليين في بريطانيا.

التفاصيل مقرفة ولن استطيع كتابتها، وحتى وإن كتبتها فإنك لن تقرأها، لكن الخطورة تنبع من أن هذا المغني «التافة» يعد من أبرز الموسيقيين في بريطانيا، وأحد أبرز المثيليين من المشاهير، وقد تجاوز السابعة والستين، وظل مدافعاً على الدوام عن الشواذ والسحاقيين والمخنثين والمتحولين جنسياً، وإن الكثيرين من الشباب من الجنسين يتأثرون بسلوك النجوم في مجالات الفنون والرياضة وعالم الأضواء، ويحاولون تقليدهم في كل شيء.

الآن يهاجمون مجتمعاتنا المحصنة من خلال الفضائيات والبرامج الجاذبة، يهدمون القيم ويزرعون الفتنة، وينشرون الفساد، وليته كان فساد الأسوياء، ويملأون الدنيا صخباً وضجيجاً وموسيقى ورقص وتبذل، باسم الفنون والتحضر والمدنية والعولمة، وإن تحدث أو كتب أحد في وسائط الإعلام نعتوه بالتخلف ومصادرة الحريات والتشدد والتطرف، ويوصف بأنه من الظلاميين الغارقين في الجهالة والضحالة، المنغلقين على أنفسهم وذواتهم، يعيش على قيم قديمة تضمنتها الأديان، وتجاوزها الزمن.

شاهدت الترهات وسمعتها، وقفزت إلى ذهني عبارة «القيامة الآن» وهي لفيلم أمريكي حمل ذلك الأسم (Abocalypse Now) ومأخوذ عن سفر الرؤيا «نهاية العالم الآن» يحاول مخرجه «فرانسيس كوبولا» أن يغوص بأدوات السينما في ظلمات النفس البشرية.

اللهم احمنا واحم ابناءنا وبناتنا واحفظنا واحفظهم واحفظ بلادنا من كل عبث وفسوق، وأحينا مسلمين وأمتنا مسلمين وابعثنا مسلمين، يا رب العالمين.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]