مكي المغربي

كلام في مؤتمر الإعلام ..!


[JUSTIFY]
كلام في مؤتمر الإعلام ..!

أعجب جدا لمن يحدد موقفه ورأيه من مؤتمر أو أي من منشط بمعيار دوره في الحدث الذي يتم الإعداد له أو “الفائدة” التي يحققها منه. وأعجب جدا للذي يشترط أن يخدم قضية عامة أو هما عاما أن يكون ذلك من خلال موقع دستوري أو تنفيذي.

وأعجب جدا لصاحب رأي أو كاتب ينتظر أن يتم دعوته وإشراكه في اللجان التحضيرية لمؤتمر ما ليقول رأيه … يا أخ اكتب رأيك على الملأ واوصله لصناع القرار وللجماهير … ماذا تنتظر؟! حتى لو كان رأيك “خطة متكاملة” أو ورقة محكمة ومفيدة وقابلة للتدوال أبلغ بها الجهة المختصة واقترح الكيفية التي تقدم بها ورقتك … واسمع مقترحاتهم لأنك لا يمكن أن تملي إرادتك عليهم ولا يمكن أن يملوا إرادتهم عليك.

وفي هذا السياق أقترح على لجنة المؤتمر أن يؤسسوا بنكا اسمه بنك الآراء أو بنك الدراسات … ويستقطبوا له الأوراق والمقترحات المقدمة ويتم فرزها ونسبتها لأصحابها عبر لجان متخصصة بدلا من انتظار هذا الطابور الطويل من المحتجين على عدم استصحابهم في المؤتمر من الألف للياء.

من أكبر مشكلات المفكرين والباحثين أنهم يختزلون الدنيا كلها في الحكومة التي تقف أمامهم … دنيا الله واسعة … هنالك مئات الجهات المحلية والدولية تبحث عن آراء قيمة ومشروعات طموحة … إذا كان لافكاركم قيمة فاطرحوها على الإنسانية جمعاء وانتظروا الردود من الراغبين.

لو انزلقت لجنة المؤتمر في “دوامة الترضيات” فإنها ستستصحب الشخصيات الأعلى صوتا وتهديدا واحتجاجا … وستمنحهم المساحة الأوسع خوفا من الضرر الذي يسببونه للمؤتمر وصورة المؤتمر.

أنا شخصيا لا اتوقع من المؤتمر حل مشكلات الإعلام السوداني … أقصى ما اتوقعه هو وضع الجدل والنقاش حول المشكلات في مسارات صحيحة يمكن أن تفضي إلى حلول يوما ما. من المستحيل أن تحل كل المشكلات في “مؤتمر”!

هذا المؤتمر سينجح – بإذن الله – في تصنيف وفهرسة القضايا وترتيب أولويات المناقشة وربما منهج عام لاستمرار هذا المجهود.

من المداخل الخاطئة لمناقشة قضايا الإعلام هو افتراض أن هذه المشكلات سودانية … معظم هذه المشكلات بما في ذلك موضوع الحريات الصحفية مشكلات عالمية وإقليمية وربما يكون السودان أفضل من غيره وربما تكون تجربته متقدمة على غيره وتؤهله ليكون من المرجعيات المهمة.

ما أنصح به … اجعلوه مؤتمرا للنقاش الموضوعي المهني … لأن القضايا السياسية لديها مؤتمر منفصل لرفع سقف المطالبات لأي حد ممكن أو “غير ممكن”.

على هامش تعليقي لدي مقترح “خفيف وطريف” … لماذا لا تنظم الحكومة مؤتمرا للمزايدات السياسية في قضايا الإعلام قبل مؤتمر الإعلام … ويتم فيه المزايدة بقضايا الإعلام سياسيا … ويمنح المزايدون مكافآتهم السخية ويذهبون ليرتاحوا … ثم يقوم مؤتمر قضايا الإعلام على أساس النقاش الموضوعي المحترم؟

[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني