حوارات ولقاءات

المدير التنفيذي لإسكوفا: ليس هنالك إنزعاج من طرد المنظمات.. إذا أوفت الدولة بإلتزاماتها تجاه السودنة

بنظرة ثاقبة وفاحصة كانت الردود التي اتلقاها رداً على تساؤلاتي المتعددة.. المستفهمة تارة والمستوضحة مرة أخرى وبين كل هذا الكم من الأسئلة، كانت اجاباته تؤكد الحنكة والرؤية للغد الآتي خاصة وانهم مناط بهم حمل همّ العمل الطوعي في مقبل أيامه التي صارت سودانية خالصة من أي رواسب وصبغات.
وفي حضرة المدير التنفيذي لمجلس السودان للمنظمات الطوعية او ما يعرف اختصاراً بـ(اسكوفا) وبين يدي الأستاذ/ ابراهيم محمد ابراهيم كان تجوالنا في سفر

المنظمات الطوعية التي تعمل على تقديم السند والمدد للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع وفق المنظومة الانسانية التي تعمل بها في برامجها المتعددة.
حاورته ـ واصلة
في إضاءات ضافية كيف يمكن التعريف بالمجلس السوداني للمنظمات الطوعية «اسكوفا»؟
– هو اتحاد للمنظمات الطوعية ويتكون من مجموعة من المنظمات الوطنية تصل إلى ألف منظمة، ويعتبر هو الاتحاد الوحيد الذي يمثل العمل الطوعي بالسودان،

وايضاً يتكون من عدة شبكات نوعية والشبكة هي عدد من المنظمات تعمل على توحيد جهودها وبرامجها توفيراً للجهد والوقت والمال ويكون النتاج عالي المردود

وعمل الشبكات او التشبيك صار مستخدماً عالمياً لانه يمنع التضارب في البرامج والأنشطة في إطار المنطقة الجغرافية الواحدة.
فيما تتمثل رؤية المجلس في عملها الطوعي؟
– من أجل تطوير أداء المجلس تعمل على تغيير رؤية العمل الطوعي والمنظمات الطوعية خاصة في المحافل الدولية والاقليمية والتمثيل الخارجي وعبر الاستراتيجية

الخمسية تسعى للمساعدة في عملية تنمية ورفع القدرات للمنظمات الوطنية حتى ترتقي بأدائها دولياً وتكون على أهبة الاستعداد لسد الثغرات والنواقص التي لا تستطيع

الدولة دعمها لذلك لابد من تدخل المنظمات الوطنية.
هنالك تشابه بين دوركم كاتحاد للمنظمات وبين دور الشؤون الانسانية كيف نتلمس الفرق؟
– (HAC) او الشؤون الانسانية هي جهة حكومية مناط بها التسجيل للمنظمات ومتابعتها ومراقبة أدائها والاتحاد هو كيان طوعي دورته أربع سنوات تحددها المنظمات

الأعضاء وهو علاقة تنسيقية بين المنظمات اي هو مجلس أهلي بحت. وله خطة تأهيلية للكوادر الوطنية العاملة بالمنظمات.
في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية كيف تنظرون إلى مفهوم العمل الطوعي وهل هنالك تأثيرات عليه؟
– معروف أن العمل الطوعي يتدفق من دواخل الانسان نفسه ولا يوجد رقابة على الذات وبالتالي لا توجد صعوبة في عمل او توجيه الناس للعمل الطوعي الذي يخلو

من البيروقراطية ومن القيم النبيلة أن الانسان قليل بنفسه كثير باخوانه ومن خلال اننا داخل مجتمع مدني وطوعي نسعى لبث هذه القيم وترسيخها داخل المجتمعات في

الريف والحضر.
كيف يكون السبيل للوصول إلى عضوية الاتحاد؟
– عضوية الاتحاد سهلة جداً وشروط الإنضمام للاتحاد ميسرة جداً تكتمل في أقل من نصف ساعة إجراءات الإنضمام بعد اكتمال الإجراءات القانونية والرسمية لدى

الشؤون الانسانية (HAC)
فيما تتمثل المعينات المقدمة من قبلكم للمنظمات الوطنية؟
– الاتحاد يمثل وعاء تجتمع فيه كل المنظمات بكافة أنشطتها وبرامجها وفي هذا توفير للوقت والجهد والمال لتوفر سمات العمل المشترك بين المنظمات مما يتيح أحكام

التنسيق بين المنظمات مع بعضها البعض فتزداد خبرة ودراية من خلال تبادل الخبرات، ايضاً نعمل على توفير سبل التدريب والتأهيل وفق بنك المعلومات المتوفر

لدى الاتحاد كذلك سهولة انسياب المعلومة والتفاكر في القضايا المختلفة داخلياً وخارجياً.
ايضا عملنا إصدار «دليل العمل الطوعي» وهو مسجل باسم الاتحاد ونالت فيه حق البراءة وهو دليل شامل لكل المنظمات الأعضاء، والآن نحن على أعتاب إصدار

نسخة 2009 ونناشد كل المنظمات بالإنضمام للاتحاد حتى تجد مكانها في الدليل.
بعد قرار سودنة العمل الطوعي.. الذي جاء بعد طرد عدد من المنظمات الأجنبية؟
– بعد طرد المنظمات وإعلان رئيس الجمهورية لسودنة العمل الطوعي كان لابد من تحمل المسؤولية فأنبرينا على أنفسنا وقمنا بإستصدار وثيقة لرؤيتنا في أمر

السودنة وكيفية إنفاذ مقرراتها وكان تركيزنا على دور المنظمات في المرحلة القادمة وتوفير ما تحتاجه من عون ومساعدة ولديها برنامج مستنبط من الاستراتيجية

لخمس سنوات قادمة.
وقرار الرئيس بأمر السودنة كان دافعنا الى تنفيذ بعض المناشط التي ركزنا عليها في عام السودنة واذا توفرت لنا الموارد المطلوبة نكون في خط البداية الفعلية.
ما هي المعينات الداعمة لتنفيذ قرار السودنة؟
السودان غني بالموارد وهو دولة بترولية لذلك لن يشكل خروج المنظمات إزعاجاً إذا توفر الدعم اللازم من موارد مالية وتأهيل كوادر وتوفير المعينات اللوجستية

وخاصة وأن الاتحاد لديه تعاون كبير مع الجهات المختصة لإنفاذ هذه الوثيقة.
ما هي أبرز النجاحات التي تضاف إلى رصيد الاتحاد؟
– ما حدث من ادارة للعمل الطوعي في دارفور والذي تم بالتنسيق مع اللجان العليا في كل من دارفور والخرطوم واحلال عمل المنظمات الأجنبية.
ونؤكد اننا قادرون على سد الفجوة اذا أوفت الجهات الشريكة والصديقة على مستوى الأمم المتحدة والدولة ممثلة في رئاسة الجمهورية بالتزاماتها.
ما هي المعوقات التي تخصم من رصيد العمل الطوعي بالسودان؟
أبرزها ضعف الميزانيات والموارد وهنالك (3000) ثلاثة آلاف منظمة مسجلة لدى الشؤون الانسانية (HAC) وكلها تريد أن تعمل ولكن لابد من جود متابعة ومراقبة

حتى يكون الأمر ايجابي ولا يتكرر السيناريو الذي أدى إلى طرد عدد من المنظمات.
ختاماً بماذا توقع على دفتر خواتيم هذا الحوار؟
– أزجي بالشكر أولاً للصحيفة ومن ثم أدعو كل عضوية الاتحاد إلى احترام الأعراف واللوائح والدساتير وأن نلتزم بها في عملنا الخارجي وذلك لأهميته ولأن عدمه

ليس جدير ببقاء مسيرة عمل المنظمة وكذلك أدعو الشركاء للمساعدة في تطوير مقدرات المنظمات الدولية والرسمية والمحلية وتفعيل الإعلام ودور المجتمع المدني

للتعاون المشترك حتى يؤدي الرسالة بالصورة المطلوبة.

صحيفة الوطن