جمال علي حسن

ابتدروا لقاء اليوم بتحية للانتفاضة


[JUSTIFY]
ابتدروا لقاء اليوم بتحية للانتفاضة

في اليوم الذي شيعت فيه البلاد الشاعر الراحل محجوب شريف حبيب الشعب صدر توجيه من والي الخرطوم بإطلاق اسم المناضل نيلسون مانديلا على شارع ١٥ بالعمارات، وكنت ولا أزال أرجو وأتمنى لو ألحق الوالي توجيهه في ذلك اليوم بتوجيه ثان يسمو به على المواقف السياسية بإطلاق اسم الشاعر الراحل محجوب شريف على أحد شوارع الخرطوم.. حتى يضع (طوبة) أولى في بناء التعافي السياسي في بلادنا، بتقديم الموقف المناسب والصحيح بنوع من الجرأة التي تتجاوز ما في النفوس وما في الدفاتر من تصنيفات سياسية.

فما استحقه مانديلا من تخليد لاسمه في شوارع العاصمة السودانية ليس كثيرا على من كان يغني (الشعب الطيب والديّ) ونذر حياته حبا للوطن.

الخروج من أزقة التصنيف السياسي الضيق والحساسية الحزبية إلى رحاب النظرة الوطنية العميقة الواسعة والشاملة هو الشرط الأهم لتقديم تجربة مصالحة سياسية ناجحة وتصالح فكري جاد وحقيقي.

واليوم هو السادس من شهر أبريل والذي يصادف إحدى المناسبات الوطنية التي لا سبيل لإنكارها فالثورات الشعبية هي إنتاج وطني تأريخي يعزز مكانة الشعوب وتجربتها التراكمية وحين اندلعت ثورات ٢٠١١ في المنطقة العربية كنا في السودان ننظر إلى تلك التجارب بعين الرائد والخبير وليست عين المندهش والمذهول فتاريخنا يحكي عن إرادة شعبنا ووعيه الثوري المبكر..

هذه الحقيقة وحدها هي التي تجعلنا نقول ونكرر كل يوم لمن كادوا يصفون الشعب السوداني بالجبن كونه لم ينتفض ويحقق الثورة الشعبية الجديدة المفترضة ضد النظام الحاكم حتى الآن، إن شروط قيام الثورة الشعبية لا تستحضر أو تستأجر أو تصطنع، ولا تتحقق تلك الحالة بأمصال الطلق الاصطناعي؛ ولو أراد الشعب السوداني أن ينتفض فلا دبابة ولا مسيل دموع ولا رصاص سينجح في إخماد صوته وثورته..

المطلوب سادتي أن يبتدر المجتمعون اليوم بقاعة الصداقة اجتماعهم التشاوري حول قضايا الحوار السياسي بتحية مستحقة للشعب السوداني وقلادة شرف للوطن سيد نفسه كما يقول محجوب شريف, ابتدروا اجتماعكم بتحية وتهنئة للشعب السوداني بمناسبة مرور ذكرى انتفاضة أبريل المجيدة في اليوم السادس من شهر أبريل عام ١٩٨٥..

تحية مستحقة وثورة لا تنتظر اعتراف أحد بها لأن سيفها الجماهيري كان أصدق أنباءً من الكتب وفي حده الحد النهائي لعهد النميري.

وضعت أبريل نقطة وبدأت سطرا جديدا في التاريخ السياسي في السودان أما ما حدث بعد أبريل وإلى يومنا هذا فهي تداعيات وأحداث لا تخصم شيئا من رصيد الانتفاضة..

تحية خالدة وكبيرة لانتفاضة أبريل؛ وقد سمعت الراحل وردي في إحدى حفلاته الجماهيرية التي أقامها في السنوات الأخيرة من عمره يلوم الحكومة على تجاهلها ذكرى ثورة أكتوبر ٢١ برغم أن ثورة أكتوبر لم تكن ملكا لأحد فهي ثورة التيارات اليمينية والإسلامية والتيارات اليسارية والآخرين حتى القوات المسلحة نفسها أسهمت في صناعة ثورة أكتوبر وقدمت جعلها فيها، فلماذا يتم إهمال الاحتفاء بذكراها هي وأبريل في كل عام؟.

[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي