من المستحيل أن نقول إن هناك حرية إعلامية مطلقة «في العالم كله وعالمنا العربي ليس استثناء»، ولكن سقوف الحرية تختلف، فمنها السقوف العالية جدا جدا جدا كما في أوروبا وأميركا -شريطة عدم الاقتراب من التابوهات المعروفة وهي الهولوكوست وإسرائيل وحقوق الفلسطينيين التاريخية- وما عداها فلك أن تنال حتى من رئيس بلدك، كما فعل بوب وود وورد وصديقه كارل برنستين في أشهر فضائح أميركا السياسية عبر تاريخها، وهي فضيحة ووترغيت التي أسقطت الرئيس نيكسون عام 1974، بعدما كشفت الصحافة تجسس نيكسون على مكاتب الحزب الديمقراطي في مبنى ووترغيت. لهذا كانت الصحافة في الدول المتقدمة «سلطة رابعة بعد التشريعية والتنفيذية والقضائية»، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكانت مخيفة للمسؤولين لأنها تفتضح عيوبهم وأخطاءهم وتهدد كراسيهم. أما سقوفنا العربية فهي متفاوتة من دون شك، وأكبرها الذي يصل أحيانا حد الانفلاش في «لبنان» وأعرقها «مصر»، ومن أكثرها حرية في «الكويت» التي كانت صحافتها هي الأبرز خليجيا في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ثم تراجعت لتفسح المجال بشكل أو بآخر لشقيقاتها الخليجيات -مع مساحات متفاوتة من الحرية- والسقوف التي نعرفها جميعا.
[/JUSTIFY][/SIZE]
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]
ما بين الرقابة والحرية
